الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 335 ] القول في تأويل قوله ( والجار ذي القربى )

قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم معنى ذلك والجار ذي القرابة والرحم منك

ذكر من قال ذلك :

9437 - حدثني المثنى قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : والجار ذي القربى : يعني الذي بينك وبينه قرابة

9438 - حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس : والجار ذي القربى : يعني ذا الرحم .

9439 - حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة وابن أبي نجيح عن مجاهد قوله والجار ذي القربى قال جارك هو ذو قرابتك

9440 - حدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي عن إسرائيل عن جابر عن عكرمة ومجاهد في قوله والجار ذي القربى قالا القرابة

9441 - حدثني المثنى قال حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا هشيم عن جويبر عن الضحاك في قوله والجار ذي القربى قال جارك الذي بينك وبينه قرابة

9442 - حدثني المثنى قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : والجار ذي القربى : جارك ذو القرابة .

9443 - حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة : والجار ذي القربى : إذا كان له جار له رحم فله حقان اثنان حق القرابة وحق الجار . [ ص: 336 ]

9444 - حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله والجار ذي القربى قال الجار ذو القربى ذو قرابتك .

وقال آخرون بل هو جار ذي قرابتك

ذكر من قال ذلك

9445 - حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا جرير عن ليث عن ميمون بن مهران في قوله والجار ذي القربى " قال الرجل يتوسل إليك بجوار ذي قرابتك .

قال أبو جعفر : وهذا القول قول مخالف المعروف من كلام العرب . وذلك أن الموصوف بأنه ذو القرابة في قوله والجار ذي القربى الجار دون غيره فجعله قائل هذه المقالة جار ذي القرابة ولو كان معنى الكلام كما قال ميمون بن مهران لقيل وجار ذي القربى ولم يقل والجار ذي القربى فكان يكون حينئذ إذا أضيف " الجار إلى ذي القرابة " الوصية ببر جار ذي القرابة دون الجار ذي القربى وأما " والجار بالألف واللام فغير جائز أن يكون ذي القربى إلا من صفة الجار وإذا كان ذلك كذلك كانت الوصية من الله في قوله والجار ذي القربى ببر الجار ذي القربى دون جار ذي القرابة وكان بينا خطأ ما قال ميمون بن مهران في ذلك . [ ص: 337 ]

وقال آخرون معنى ذلك والجار ذي القربى منكم بالإسلام

ذكر من قال ذلك

9446 - حدثني محمد بن عمارة الأسدي قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن نوف الشامي : والجار ذي القربى : المسلم .

قال أبو جعفر : وهذا أيضا مما لا معنى له وذلك أن تأويل كتاب الله تبارك وتعالى غير جائز صرفه إلا إلى الأغلب من كلام العرب الذين نزل بلسانهم القرآن المعروف فيهم دون الأنكر الذي لا تتعارفه إلا أن يقوم بخلاف ذلك حجة يجب التسليم لها وإذا كان ذلك كذلك ، وكان معلوما أن المتعارف من كلام العرب إذا قيل فلان ذو قرابة إنما يعني به إنه قريب الرحم منه دون القرب بالدين كان صرفه إلى القرابة بالرحم أولى من صرفه إلى القرب بالدين .

التالي السابق


الخدمات العلمية