الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 3008 ] القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [ 43 ] إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور .

                                                                                                                                                                                                                                      إذ يريكهم الله في منامك قليلا منصوب بـ ( اذكر ) ، أو بدل آخر من ( يوم الفرقان ) ، وذلك أن الله عز وجل أراه إياهم في رؤياه قليلا ، فأخبر بذلك أصحابه ، فكان تثبيتا لهم وتشجيعا على عدوهم : ولو أراكهم كثيرا لفشلتم أي : لجبنتم وهبتم الإقدام .

                                                                                                                                                                                                                                      ولتنازعتم في الأمر أي : أمر الإقدام والإحجام ، فتفرقت كلمتكم ، ولكن الله سلم أي : عصم وأنعم بالسلامة من الفشل والتنازع بتأييده وعصمته إنه عليم بذات الصدور أي : يعلم ما سيكون فيها من الجرأة والجبن والصبر والجزع . ولذلك دبر ما دبر .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية