الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل : لا يحل لك النساء من بعد فيه ثلاثة أقاويل :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : لا يحل لك نساء من بعد نسائك اللاتي خيرتهن فاخترن الله ورسوله [ ص: 417 ] والدار الآخرة . قال ابن عباس وقتادة : وهن التسع صار مقصورا عليهن وممنوعا من غيرهن .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : لا يحل لك النساء من بعد الذي أحللنا لك بقولنا : إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن إلى قوله : إن وهبت نفسها للنبي الآية . وكانت الإباحة بعد نسائه مقصورة على بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته المهاجرات معه ، قاله أبي بن كعب .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : لا يحل لك النساء من غير المسلمات كاليهوديات والنصرانيات والمشركات ، ويحل ما سواهن من المسلمات ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن فيه ثلاثة أقاويل :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : ولا أن تبدل بالمسلمات مشركات ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : لا تطلق زوجاتك لتستبدل بهن من أعجبك حسنهن ، قاله الضحاك . وقيل التي أعجبه حسنها أسماء بنت عميس بعد قتل جعفر بن أبي طالب عنها .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : ولا أن تبدل بأزواجك زوجات غيرك فإن العرب كانوا في الجاهلية يتبادلون بأزواجهم فيعطي أحدهم زوجته لرجل ويأخذ بها منه زوجته بدلا منها ، قاله ابن زيد .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية