الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل : إن الله وملائكته يصلون على النبي فيه ثلاثة أقاويل :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : أن صلاة الله تعالى عليه ثناؤه عليه عند الملائكة ، وصلاة الملائكة الدعاء ، قاله أبو العالية .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : أن صلاة الله تعالى عليه المغفرة له ، وصلاة الملائكة الاستغفار له ، قاله سعيد بن جبير .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : أن صلاة الله تعالى عليه رحمته ، وصلاة الملائكة الدعاء له ، قاله الحسن ، وهو معنى قول عطاء بن أبي رباح .

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع : أن صلاتهم عليه أن يباركوا عليه؟ قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما روى عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة فقال : ألا أهدي لك هدية سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت : بلى . قال : سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : يا رسول الله قد عرفنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ فقال : (قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) . [ ص: 422 ] قال أبو العباس ثعلب : معنى قولنا اللهم صل على محمد أي زد محمدا بركة ورحمة ، ويجري فيه التأويلات المذكورة .

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله تعالى : وسلموا تسليما يحتمل وجهين :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : سلموا لأمره بالطاعة له تسليما .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : وسلموا عليه بالدعاء له تسليما أي سلاما . حكى مقاتل قال : لما نزلت هذه الآية قال المسلمون فما لنا يا رسول الله؟ فنزلت هو الذي يصلي عليكم وملائكته الآية .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية