الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " فإن تولوا " فيه قولان :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : أنه فعل ماض ، معناه : فإن أعرضوا . فعلى هذا ، في الآية إضمار ، تلخيصه : فإن أعرضوا فقل لهم : قد أبلغتكم ، هذا مذهب مقاتل في آخرين .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أنه خطاب للحاضرين ، وتقديره فإن تتولوا ، فاستثقلوا الجمع بين تاءين متحركتين ، فاقتصر على إحداهما ، وأسقطت الأخرى ، كما قال النابغة


                                                                                                                                                                                                                                      المرء يهوى أن يعيـ ش وطول عيش قد يضره

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 120 ]     تفنى بشاشته ويبـ
                                                                                                                                                                                                                                      قى بعد حلو العيش مره

                                                                                                                                                                                                                                          وتصرف الأيام حـ
                                                                                                                                                                                                                                      تى ما يرى شيئا يسره



                                                                                                                                                                                                                                      أراد : وتتصرف الأيام ، فأسقط إحدى التاءين ، ذكره ابن الأنباري .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " ويستخلف ربي قوما غيركم " فيه وعيد لهم بالهلاك . " إن ربي على كل شيء حفيظ " فيه قولان :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : حفيظ على أعمال العباد حتى يجازيهم بها . والثاني : أن " على " بمعنى اللام ، فالمعنى : لكل شيء حافظ ، فهو يحفظني من أن تنالوني بسوء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية