الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            12560 - وعن جابر بن عبد الله أنه قال : إن امرأة من اليهود بالمدينة ولدت غلاما ممسوحة عينه ، طالعة ناتئة ، فأشفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكون الدجال ، فوجده تحت قطيفة يهمهم ، فآذنته أمه ، فقالت : يا عبد الله ، هذا أبو القاسم قد جاء ، فاخرج إليه . فخرج من القطيفة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما لها قاتلها الله ؟ لو تركته لبين . ثم قال : " يا ابن صياد ما ترى ؟ " . قال : أرى حقا ، وأرى باطلا ، وأرى عرشا على الماء ، فلبس عليه ، فقال : " أتشهد أني رسول الله ؟ " . فقال هو : أتشهد أني رسول الله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " آمنت بالله ورسله " . ثم خرج وتركه ، ثم أتاه مرة أخرى ، فوجده في نخل له يهمهم ، فآذنته أمه ، فقالت : يا عبد الله ، هذا أبو القاسم قد جاء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما لها قاتلها الله ؟ لو تركته لبين " . فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يسمع من كلامه شيئا ، فيعلم أهو هو أم لا ، قال : " يا ابن صياد ما ترى ؟ " . قال هو : أتشهد أني رسول الله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " آمنت بالله ورسله " . فلبس عليه ، فخرج وتركه .

                                                                                            ثم جاء في الثالثة أو الرابعة ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، في نفر من المهاجرين والأنصار وأنا معه ، قال : فبادر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أيدينا ، رجاء أن يسمع من كلامه شيئا ، فسبقته أمه ، فقالت : يا عبد الله ، هذا أبو القاسم قد جاء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما لها قاتلها الله ؟ لو تركته لبين " . فقال : " يا ابن صياد ، ما ترى ؟ " . فقال : أرى حقا ، وأرى باطلا ، وأرى عرشا على الماء ، قال : " أتشهد أني رسول الله ؟ " . قال هو : أتشهد أنت أني رسول الله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " آمنت بالله ورسله " . فلبس عليه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا ابن صياد ، إني قد خبأت لك خبيئا ، فقال : هو الدخ . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اخسأ ، اخسأ " . فقال عمر بن الخطاب : ائذن لي يا رسول الله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن يكن هو فلست صاحبه ، إنما صاحبه عيسى بن مريم ، وإلا يكن هو فليس لك [ ص: 4 ] أن تقتل رجلا من أهل العهد " . قال : فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستيقنا أنه الدجال
                                                                                            . رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية