الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة ؛ أي: يطلبون العذاب؛ بقولهم: فأمطر علينا حجارة من السماء ؛ وقد خلت من قبلهم المثلات ؛ و"المثلات"؛ بضم الميم؛ وفتحها؛ فمن قرأ: "المثلات"؛ فهي جمع "مثلة"؛ ومن قرأ: "المثلات"؛ فهي جمع "مثلة"؛ ويجوز في "المثلات"؛ ثلاثة أوجه؛ يجوز: [ ص: 140 ] "وقد خلت المثلات"؛ بإسكان الثاء؛ ويجوز فتح الثاء: "المثلات"؛ ومن قرأ: "المثلات"؛ تضم الثاء والميم؛ وهي في الواحدة ساكنة؛ مضمومة في الجمع؛ فهذه الضمة عوض من حذف تاء التأنيث؛ ومن فتح فلأن الفتحة أخف الحركات؛ روت الرواة:


                                                                                                                                                                                                                                        ولما رأونا باديا ركباتنا على موطن لا نخلط الجد بالهزل

                                                                                                                                                                                                                                        ومن قرأ: "المثلات"؛ بإسكان الثاء؛ فلأن كل ما كان مضموما؛ أو مكسورا؛ نحو "رسل"؛ و"عضد"؛ و"فخذ"؛ فإسكانه جائز؛ لنقل الضمة والكسرة؛ والمعنى أنهم يستعجلون بالعذاب؛ وقد تقدم من العذاب ما هو مثلة؛ وما فيه نكال لهم؛ لو اتعظوا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية