الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                    صفحة جزء
                    [ ص: 1058 ] سياق

                    ما روي في تضليل المرجئة وهجرانهم ، وترك السلام عليهم ، والصلاة خلفهم ، والاجتماع معهم

                    1799 - أنا علي بن محمد بن أحمد بن أحمد بن يعقوب ، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : نا الحسن بن عرفة ، قال : نا علي بن ثابت الجزري ، قال : نا إسماعيل بن أبي إسحاق ، عن ابن أبي ليلى ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب : القدرية ، والمرجئة " .

                    [ ص: 1059 ] 1800 - أنا محمد بن أحمد الطوسي ، قال : نا محمد بن يعقوب ، قال : نا أبو عتبة ، قال : نا بقية ، قال : نا إسماعيل - يعني ابن عياش - ، عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، عن حذيفة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " صنفان من أمتي كلاهما في النار ، قوم يقولون : إنما الإيمان كلام وإن زنا وإن سرق " وقال : " وآخرون يقولون : إن أولينا كانوا ضلالا ؛ يقولون : خمس صلوات في اليوم والليلة ، وإنما هما صلاتان " .

                    1801 - أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : نا أبو نصر التمار ، قال : نا المعافى ، قال : نا القاسم بن حبيب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : [ ص: 1060 ] " اتقوا الإرجاء ؛ فإنها شعبة من النصرانية " .

                    1802 - أنا محمد بن أحمد الطوسي ، قال : نا محمد بن يعقوب ، قال : نا أبو عتبة ، قال : نا بقية ، قال : نا زرعة الزبيدي ، عن مكحول ، عن معاذ بن جبل ، قال : " لقد لعنت القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبيا ، آخرهم محمد - صلى الله عليه وسلم - " .

                    1803 - أنا علي بن محمد بن يعقوب ، قال : أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : نا الحسن بن عرفة ، قال : حدثني علي بن ثابت ، عن إسماعيل بن أبي إسحاق ، عن الوليد بن زياد ، عن مجاهد ، قال : " يبدءون فيكم مرجئة ، ثم يكونون قدرية ، ثم يصيرون مجوسا " .

                    1804 - أنا الحسن بن عثمان ، أنا إسماعيل بن محمد ، قال : نا أحمد بن منصور ، قال : نا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن ابن سيرين ، قال : " سؤال الرجل أخاه : أمؤمن أنت - محنة بدعة كما يمتحن الخوارج " .

                    1805 - أنا محمد بن عبد الرحمن ، أنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : نا محمد بن حميد ، قال : نا جرير ، عن مغيرة ، قال : " كان إبراهيم التيمي يدعو إلى هذا الرأي ، فحدث بذلك إبراهيم النخعي ، فأتيته ، فقال : أخبرنا يا مغيرة هل يدعو إلى هذا الرأي ، فإنه حلف لي بالله أن الله لم يطلع على قلبه أنه يرى هذا الرأي ، وقد كنت سمعته يدعو إليه ولكن جعلت لا أخبر إبراهيم النخعي " .

                    1806 - أنا محمد بن أحمد البصير ، أنا عثمان بن أحمد ، قال : نا حنبل ، قال : حدثني أبو عبد الله ، قال : نا مؤمل ، قال : نا سفيان ، قال : نا [ ص: 1061 ] سعيد بن صالح - يعني الأسدي - قال : قال إبراهيم : " لأنا لفتنة المرجئة أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة " .

                    1807 - وأنا محمد ، أنا عثمان ، نا حنبل ، حدثني أبو عبد الله ، قال : نا مؤمل ، قال : سمعت سفيان ، قال إبراهيم : " تركت المرجئة الدين أرق من ثوب سابري " .

                    1808 - وأنا محمد ، أنا عثمان ، نا حنبل ، قال : حدثني أبو عبد الله ، قال : نا أسود بن عامر ، قال : أنا شريك ، عن المغيرة ، قال : " مر - يعني إبراهيم التيمي - بإبراهيم النخعي ، فسلم عليه ، فلم يرد عليه " .

                    1809 - أنا القاسم بن جعفر ، قال : نا محمد بن أحمد بن حماد ، قال : نا علي بن حرب ، قال : نا ابن فضيل ، عن أبيه ، قال : سمعت المغيرة بن عيينة بن النهاس ، يقول : عن سعيد بن جبير ، قال : " المرجئة يهود القبلة " .

                    1810 - أنا أحمد بن عبيد ، قال : نا محمد بن الحسين ، قال : نا أحمد بن زهير ، قال : نا خالد بن خداش ، قال : نا حماد بن زيد ، عن أيوب : [ ص: 1062 ] " رآني سعيد بن جبير وأنا جالس إلى طلق بن حبيب " قال أيوب : " وما أدركت بالبصرة أعبد منه ولا أبر بوالديه منه - يعني من طلق - وكان يرى رأي المرجئة ، فقال سعيد : ألم أرك جالسا إليه ، لا تجالسه " قال أيوب : " وكان والله ناصحا وما استشرته " .

                    1811 - وأنا محمد بن أحمد ، أنا عثمان ، قال : نا حنبل ، قال : حدثني أبو عبد الله ، قال : حدثني الأسود ، قال : نا جعفر الأحمر ، عن أبي الجحاف قال : قال سعيد بن جبير لذر : " يا ذر ما لي أراك كل يوم تجدد دينا ؟ " .

                    1812 - وأنا محمد ، أخبرنا عثمان ، قال : نا حنبل ، قال : حدثني أبو عبد الله ، قال : نا الأسود ، قال : نا جعفر بن زياد ، عن حمزة الزيات ، عن أبي البختري ، قال : شكا ذر سعيد بن جبير إلى أبي البختري الطائي ، قال : مررت به فسلمت عليه ، فلم يرد علي ، فقال أبو البختري لسعيد بن جبير ، فقال سعيد بن جبير : " إن هذا كل يوم يجدد دينا ، لا والله لا [ ص: 1063 ] أكلمه أبدا " .

                    1813 - أنا محمد ، أنا عثمان ، قال : نا حنبل ، قال : حدثني أبو عبد الله ، قال : حدثني أبو عمر الطويل الضرير ، قال : نا حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، قال : " مثل المرجئة مثل الصابئين " . 1814 - وأنا محمد ، أنا عثمان ، قال : نا حنبل ، قال : حدثني أبو عبد الله ، قال : حدثني أبو عمر الضرير ، عن حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، قال : ذكر سعيد بن جبير المرجئة ، قال : فضرب لهم مثلا ، فقال : " مثلهم مثل الصابئين ، إنهم أتوا اليهود ، فقالوا : ما دينكم ؟ قالوا : اليهودية ، قالوا : من نبيكم ؟ قالوا : موسى ، قالوا : فماذا لمن تبعكم ؟ قالوا : الجنة ، ثم أتوا النصارى ، فقالوا : ما دينكم ؟ قالوا : النصرانية ، قالوا : فما كتابكم ؟ قالوا : الإنجيل ، قالوا : فمن نبيكم ؟ قالوا : عيسى ، قالوا : فماذا لمن تبعكم ؟ قالوا : الجنة ، قالوا : فنحن بين دينين " .

                    1815 - أنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد - إجازة - أنا محمد [ ص: 1064 ] بن أحمد بن يعقوب ، نا يعقوب بن شيبة ، قال : نا محمد بن إسماعيل الصراري ، قال : نا محمد بن سواد الرازي ، قال : أنا يحيى بن سليمان ، عن محمد بن مسلم ، قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين : " ما ليل بليل ، ولا نهار بنهار من المرجئة باليهود " .

                    1816 - أنا الحسن بن عثمان ، أنا أحمد بن جعفر ، قال : نا بشر بن موسى ، قال : نا معاوية بن عمرو ، قال : نا إسحاق ، ثنا الأوزاعي ، قال : كان يحيى بن أبي كثير وقتادة يقولان : " ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم على هذه الأمة من الإرجاء " .

                    1817 - أنا عبد الرحمن بن عمر - إجازة - أنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، ثنا جدي يعقوب بن شيبة ، قال : حدثني يوسف بن موسى ، قال : نا جرير ، عن مفضل بن مهلهل ، عن منصور بن المعتمر ، قال : " هم أعداء الله المرجئة والرافضة " .

                    1818 - وأنا محمد بن أحمد ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل ، قال : حدثني أبو عبد الله ، قال : نا عبد الله بن نمير ، عن جعفر الأحمر ، قال : قال منصور بن المعتمر في شيء : " لا أقول كما قالت المرجئة الضالة المبتدعة " .

                    1819 - أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : نا عمر بن شبة ، قال : نا أبو عاصم ، قال : جاء عكرمة بن عمار إلى ابن أبي رواد ، فدق عليه الباب وقال : " أين هذا الضال ، يعني بالإرجاء " .

                    [ ص: 1065 ] 1820 - أنا محمد بن أحمد ، أنا عثمان ، نا حنبل ، حدثني أبو عبد الله ، قال : نا وكيع ، قال : نا سفيان ، عن رجل ، عن طاوس ، قال : " يا أهل العراق وأنتم تزعمون أن الحجاج مؤمن ؟ " قال : وقال منصور ، عن إبراهيم : " وكفا به عمى الذي يعمى عليه أمر الحجاج " وقال منصور ، عن إبراهيم - وذكر الحجاج - فقال : ألا لعنة الله على الظالمين .

                    1821 - أنا محمد بن علي بن عبد الله الأبياري ، أنا عثمان بن محمد بن هارون ، قال : نا أبو أمية ، قال : نا قبيصة ، قال : نا سفيان ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : " عجبت لإخواننا من أهل العراق ؛ يقولون : الحجاج مؤمن " .

                    1822 - وأنا محمد بن علي ، أنا عثمان ، قال : نا أبو أمية ، قال : نا يحيى بن عبد الحميد ، قال : نا أبو بكر بن عياش ، قال : نا عاصم ، سمعت أبا رزين يقول : " إن كان الحجاج على هدى إني إذا لفي ضلال " .

                    1823 - أنا محمد ، أنا عثمان ، ثنا أبو أمية ، قال : نا أحمد بن داود ، قال : نا أبو بكر بن عياش ، عن الأجلح ، قال : قلت للشعبي : إن الناس يزعمون أن الحجاج مؤمن ؟ قال : " صدقوا ، مؤمن بالجبت والطاغوت ، كافر [ ص: 1066 ] بالله " .

                    1824 - أنا محمد بن أحمد ، أنا عثمان بن أحمد ، أنا حنبل ، قال : حدثني أبو عبد الله ، قال : نا حجاج ، قال : سمعت شريكا وذكر المرجئة فقال : " هم أخبث قوم ، وحسبك الرافضة خبثا ، ولكن المرجئة يكذبون الله " .

                    1825 - أنا محمد بن الحسين بن يعقوب ، أنا دعلج ، قال : نا أحمد بن علي الأبار ، قال : نا أبو غسان ، - يعني محمد بن عمرو - قال : نا إبراهيم بن المغيرة - وكان شيخا حجاجيا - قال : " سألت سفيان الثوري : أصلي خلف من يقول : الإيمان قول بلا عمل ؟ قال : لا ، ولا كرامة " .

                    1826 - أنا علي بن أحمد بن عمر بن حفص ، أنا محمد بن عبد الله ، نا جعفر بن محمد الأزهر ، نا القلابي ، ثنا أبو نعيم ، قال : [ ص: 1067 ] " مرت بنا جنازة مسعر بن كدام منذ خمسين سنة ، ليس فيها سفيان ، ولا شريك " .

                    1827 - أنا محمد ، أنا دعلج ، نا أحمد بن علي ، قال : نا محمد بن المهلب السرخسي ، قال : نا الحميدي ، قال : نا معن بن عيسى " أن رجلا بالمدينة يقال له : أبو الجويرية يرى الإرجاء ، فقال مالك بن أنس : لا تناكحوه " .

                    1828 - أنا محمد بن عبد الله بن نعيم - إجازة - قال : نا محمد بن صالح بن هانئ ، قال : نا أبو سعيد محمد بن شاذان ، قال : سمعت محمد بن أسلم يقول : سمعت يزيد بن هارون ، يقول : " من كان داعية إلى الإرجاء ، فإن الصلاة خلفه تعاد " .

                    1829 - أنا محمد بن أحمد بن عمران ، أنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، قال : نا محمد بن يحيى النيسابوري ، قال : نا محمد بن يوسف ، قال : " دخلت على سفيان الثوري وفي حجره المصحف وهو يقلب الورق ، فقال : ما أحد أبعد منه من المرجئة " .

                    التالي السابق


                    الخدمات العلمية