الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 199 ] مسألة : قال : ( ولا يصلى على القبر بعد شهر ) . وبهذا قال بعض أصحاب الشافعي . وقال بعضهم : يصلى عليه أبدا واختاره ابن عقيل ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على شهداء أحد بعد ثماني سنين . حديث صحيح ، متفق عليه . وقال بعضهم يصلى عليه ما لم يبل جسده . وقال أبو حنيفة : يصلي عليه الولي إلى ثلاث ، ولا يصلي عليه غيره بحال . وقال إسحاق : يصلي عليه الغائب إلى شهر ، والحاضر إلى ثلاث .

                                                                                                                                            ولنا ، ما روى سعيد بن المسيب { ، أن أم سعد ماتت والنبي صلى الله عليه وسلم غائب ، فلما قدم صلى عليها ، وقد مضى لذلك شهر . } أخرجه الترمذي .

                                                                                                                                            وقال أحمد : أكثر ما سمعنا أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر أم سعد بن عبادة بعد شهر . ولأنها مدة يغلب على الظن بقاء الميت فيها ، فجازت الصلاة عليه فيها ، كما قبل الثلاث ، وكالغائب ، وتجويز الصلاة عليه مطلقا باطل بقبر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يصلى عليه الآن اتفاقا ، وكذلك التحديد ببلى الميت ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلى ، ولا يصلى على قبره .

                                                                                                                                            فإن قيل : فالخبر دل على الجواز بعد شهر ، فكيف منعتموه ؟ قلنا : تحديده بالشهر دليل على أن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت عند رأسه ، ليكون مقاربا للحد ، وتجوز الصلاة بعد الشهر قريبا منه ; لدلالة الخبر عليه ، ولا يجوز بعد ذلك لعدم وروده .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية