الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وكذلك مكنا ليوسف الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : ( وكذلك مكنا [ ص: 280 ]

                                                                                                                                                                                                                                      ليوسف في الأرض
                                                                                                                                                                                                                                      ) قال : ملكناه فيما يكون فيها ( حيث يشاء ) من تلك الدنيا يصنع فيها ما يشاء فوضت إليه ، قال : ولو شاء أن يجعل فرعون من تحت يديه ويجعله من فوق لفعل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الفضيل بن عياض قال : وقفت امرأة العزيز على ظهر الطريق حتى مر يوسف عليه السلام فقالت : الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته وجعل الملوك عبيدا بمعصيته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن إسحاق قال : ذكروا أن إطفير هلك في تلك الليالي وأن الملك الريان زوج يوسف عليه السلام امرأته راعيل فقال لها حين أدخلت عليه : أليس هذا خيرا مما كنت تريدين فقالت : أيها الصديق لا تلمني ، فإني كنت امرأة كما ترى حسناء جملاء ناعمة في ملك ودنيا وكان صاحبي لا يأتي النساء وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك فغلبتني نفسي على ما رأيت فيزعمون أنه وجدها عذراء فأصابها فولدت له رجلين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن عبد الله بن منبه عن أبيه قال : تعرضت امرأة [ ص: 281 ]

                                                                                                                                                                                                                                      العزيز
                                                                                                                                                                                                                                      ليوسف عليه السلام في الطريق حتى مر بها فقالت : الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيته عبيدا وجعل العبيد بطاعته ملوكا فعرفها فتزوجها فوجدها بكرا وكان صاحبها من قبل لا يأتي النساء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحكيم الترمذي عن وهب بن منبه قال : أصابت امرأة العزيز حاجة لها فقيل لها ، لو أتيت يوسف بن يعقوب فسألتيه فاستشارت الناس في ذلك فقالوا : لا تفعلي فإنا نخاف عليك ، قالت : كلا إني لا أخاف ممن يخاف الله ، فدخلت عليه فرأته في ملكه فقالت : الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته ثم نظرت إلى نفسها فقالت : الحمد لله الذي جعل الملوك عبيدا بمعصيته فقضى لها جميع حوائجها ثم تزوجها فوجدها بكرا فقال لها : أليس هذا أجمل مما أردت قالت : يا نبي الله إني ابتليت فيك بأربع : كنت أجمل الناس كلهم وكنت أنا أجمل أهل زماني وكنت بكرا وكان زوجي عنينا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن زيد بن أسلم أن يوسف عليه السلام تزوج امرأة العزيز فوجدها بكرا وكان زوجها عنينا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية