الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: لمسجد أسس على التقوى من أول يوم آية 108

                                          [10075] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة, أنبأنا أنس بن عياض، عن أنس بن أبي يحيى مولى الأسلميين قال: سمعت أبي يحدث، عن أبي سعيد الخدري أن رجلا من بني خدرة، ورجلا من بني عوف امتريا في المسجد الذي أسس على التقوى, فقال العوفي : هو مسجدنا بقباء, وقال الخدري: هو هذا المسجد, مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك, فقال: هو هذا المسجد, مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي ذلك خير كثير.

                                          والوجه الثاني:

                                          [10076] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، [ ص: 1882 ] عن ابن عباس قوله: لمسجد أسس على التقوى يعني: مسجد قباء أحق أن تقوم فيه

                                          [10077] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن حاتم الزمي، ثنا عبيدة بن حميد، حدثني عمار الدهني قال: دخلت مسجد قباء أصلي فيه, فالتفت عن يميني فأبصرني أبو سلمة , فقال: أحببت أن تصلي في مسجد أسس على التقوى من أول يوم؟ قال عمار : فأخبرني أن ما بين الصومعة إلى القبلة زيادة زادها عثمان , وروي عن عروة بن الزبير ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وعطية، وابن بريدة ، وقتادة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم نحو ذلك.

                                          والوجه الثالث:

                                          [10078] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن سعيد بن الوليد الخزاعي، ثنا الحسن بن عبد الرحمن بن العريان الحارثي ، عن ابن عون ، عن محمد: أنه كان يرى كل مسجد بني بالمدينة أسس على التقوى.

                                          قوله تعالى: فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين

                                          [10079] أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قراءة، أخبرني محمد بن شعيب، ثنا عتبة بن أبي حكيم، ثنا طلحة بن نافع ، ثنا أبو أيوب الأنصاري ، وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك الأنصاري أن هذه الآية لما نزلت فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الأنصار, إن الله قد أثنى عليكم خيرا, فما طهوركم هذا؟ قالوا: يا رسول الله نتوضأ للصلاة ونغتسل من الجنابة, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهل مع ذلك غيره؟ قالوا: لا, غير أن أحدنا إذا خرج إلى الغائط أحب أن يستنجي بالماء, قال: هو ذاك فعليكموه".

                                          [10080] حدثنا أبو البرداد عبد الله بن عبد السلام المصري، ثنا وهب الله بن راشد، عن يونس قال: قال أبو الزناد : أخبرني عروة ، عن عويم بن ساعدة من بني عمرو بن عوف فأما عويم بن ساعدة : فهو الذي بلغنا أنه قال: يا رسول الله, من الذين قال الله عز وجل: فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم القوم منهم عويم بن ساعدة ".

                                          [ ص: 1883 ] [10081] حدثنا أبي ، ثنا ضرار بن صرد، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن واصل بن السائب الرقاشي ، عن أبي سورة، عن عمه أبي أيوب الأنصاري قال: قيل: يا رسول الله من الذين ذكر الله فيهم: فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ؟ قال: "كانوا يستنجون بالماء".

                                          قوله تعالى: والله يحب المطهرين

                                          [10082] حدثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي، ثنا أبو داود الحفري، عن سفيان ، عن طلحة بن عمرو ، عن عطاء في قوله: يحب المطهرين قال: المتطهرين بالماء.

                                          والوجه الثاني:

                                          [10083] حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو أسامة ، عن عوف ، عن أبي المنهال قال: كنت عند أبي العالية فتوضأ أو توضأت، فقلت: إن الله يحب المتطهرين فقال: إن الطهور بالماء لحسن، ولكنهم المتطهرون من الذنوب.

                                          والوجه الثالث:

                                          [10084] حدثنا سليمان بن داود القزاز، ثنا أبو داود ، ثنا إبراهيم بن نافع ، عن سليمان مولى أم علي, عن مجاهد قال: من فعله فليس من المتطهرين, يعني: من أتى امرأته في دبرها.

                                          والوجه الرابع:

                                          [10085] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا سهل بن زنجلة، ثنا أبو يحيى التيمي ، عن الأعمش في قوله: والله يحب المطهرين قال: التوبة من الذنب, والمتطهر من الشرك.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية