الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
فعثمان بن سعيد قد ذكر ما ذكر عن العلماء أن هذا كان في المنام بالمدينة لم يكن يقظة، مع تثبيته لهذه الأحاديث، ولم يجعل ذلك الحديث في مكة؛ لأنه كان بالمدينة في المنام؛ إذ قد ثبت عن ابن عباس أنه كان يقول: «رآه بفؤاده مرتين» ويذكر ذلك في تفسير قوله تعالى ولقد رآه نزلة أخرى [النجم: 13] وهذا إنما كان بمكة، فحديث عكرمة ومسألة ابن عمر إما أن يكون من جنس حديث معاذ وأم الطفيل كما تدل [ ص: 250 ] عليه رواية الأثرم عن أحمد، وإما أن يكون من غير هذا الجنس مثل الرؤية التي أخبر ابن عباس أنها كانت بمكة، وهذا قول طوائف من العلماء أيضا، وهذا لا يقوله من يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه، وإنما يقوله من يقول: إنه إنما رآه بفؤاده، والروايات الثابتة عن ابن عباس في رؤية محمد ربه إما مقيدة بالفؤاد وبالقلب كما روى ذلك مسلم في صحيحه، وذهب إليه أحمد في رواية الأثرم، وإما مطلقة ولم أجد في أحاديث عن ابن عباس أنه كان يقول: «رآه بعينه» إلا من طريق شاذة من رواية ضعيف لا يحتج بها منفردا، يناقضها من ذلك الوجه ما هو أثبت منها فكيف إذا خالف الروايات المشهورة كما رواه الخلال:

التالي السابق


الخدمات العلمية