الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6608 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15241عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا حرمي بن عمارة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16823قرة بن خالد عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين قال قال قيس بن عباد nindex.php?page=hadith&LINKID=656493كنت في حلقة فيها nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن مالك nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر فمر nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام فقالوا هذا رجل من أهل الجنة فقلت له إنهم قالوا كذا وكذا قال سبحان الله ما كان ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم إنما رأيت كأنما عمود وضع في روضة خضراء فنصب فيها وفي رأسها عروة وفي أسفلها منصف والمنصف الوصيف فقيل ارقه فرقيته حتى أخذت بالعروة فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى
قوله : ( باب nindex.php?page=treesubj&link=32126الخضر في المنام والروضة الخضراء ) الخضر بضم الخاء وسكون الضاد المعجمتين جمع أخضر وهو اللون المعروف في الثياب وغيرها ، ووقع في رواية النسفي " الخضرة " بسكون الضاد وفي آخرها هاء تأنيث وكذا في رواية أبي أحمد الجرجاني وبعض الشروح .
قال القيرواني : الروضة التي لا يعرف نبتها تعبر بالإسلام لنضارتها وحسن بهجتها ، وتعبر أيضا بكل مكان فاضل ، وقد تعبر بالمصحف وكتب العلم والعالم ونحو ذلك .
قوله : ( حدثنا الحرمي ) بمهملتين مفتوحتين هو اسم بلفظ النسب تقدم بيانه .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين قال قيس بن عباد ) حذف قال الثانية على العادة في حذفها خطأ ، والتقدير عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين أنه قال : قال قيس ، ووقع في رواية ابن عون كما سيأتي بعد بابين عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد وهو ابن سيرين : " حدثني قيس بن عباد " وهو بضم أوله وتخفيف الموحدة وآخره دال تقدم ذكره في مناقب nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام بهذا الحديث ، وتقدم له حديث آخر في تفسير سورة الحج وفي غزوة بدر أيضا ، وليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سوى هذين الحديثين ، وهو بصري تابعي ثقة كبير له إدراك ، قدم المدينة في خلافة عمر ، ووهم من عده في الصحابة .
قوله : ( كنت في حلقة ) بفتح أوله وسكون اللام .
[ ص: 415 ] قوله : ( فيها nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن مالك ) يعني ابن أبي وقاص ، وابن عمر هو عبد الله بن عمر بن الخطاب .
قوله : ( فمر nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ) هو الصحابي المشهور الإسرائيلي وأبوه بتخفيف اللام اتفاقا ، وقد تقدم بيان نسبه في مناقبه من كتاب مناقب الصحابة ، ووقع في رواية ابن عون الماضية في المناقب بلفظ : " كنت جالسا في مسجد المدينة فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع ، فقالوا هذا رجل من أهل الجنة " ، زاد مسلم من هذا الوجه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=849873كنت بالمدينة في ناس فيهم بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء رجل في وجهه أثر من خشوع " .
قوله : ( فقالوا هذا رجل من أهل الجنة ) في رواية ابن عون المشار إليها عند مسلم " فقال بعض القوم : هذا رجل من أهل الجنة وكررها ثلاثا " ، وفي رواية خرشة - بفتح الخاء المعجمة والراء والشين المعجمة - ابن الحر - بضم الحاء وتشديد الراء المهملتين - الفزاري عند مسلم أيضا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504260كنت جالسا في حلقة في مسجد المدينة وفيها شيخ حسن الهيئة وهو nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ، فجعل يحدثهم حديثا حسنا ، فلما قام قال القوم : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا " .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من هذا الوجه " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504261فجاء شيخ يتوكأ على عصا له " فذكر نحوه ، ويجمع بينهما بأنهما قصتان اتفقتا لرجلين ، فكأنه كان في مجلس يتحدث كما في رواية خرشة : فلما قام ذاهبا مر على الحلقة التي فيها nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر فحضر ذلك قيس بن عباد كما في روايته ، وكل من خرشة وقيس اتبع nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ودخل عليه منزله وسأله فأجابه ، ومن ثم اختلف الجواب بالزيادة والنقص كما سأبينه سواء كان زمن اجتماعهما بعبد الله بن سلام اتحد أم تعدد .
قوله : ( فقلت له إنهم قالوا كذا وكذا ) بين في رواية ابن عون عند مسلم أن قائل ذلك رجل واحد ، وفيه عنده زيادة ولفظه ثم خرج فاتبعته فدخل منزله ودخلت فتحدثنا ، فلما استأنس قلت له : إنك لما دخلت قبل قال رجل كذا وكذا ، وكأنه نسب القول للجماعة والناطق به واحد لرضاهم به وسكوتهم عليه ، وفي رواية خرشة " فقلت والله لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته ، فانطلق حتى كاد يخرج من المدينة ثم دخل منزله ، فاستأذنت عليه فأذن لي فقال : ما حاجتك يا ابن أخي؟ فقلت : سمعت القوم يقولون " فذكر اللفظ الماضي وفيه : " فأعجبني أن أكون معك " ، وسقطت هذه القصة في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وعنده : " فلما قضى صلاته قلت : زعم هؤلاء " .
قوله : ( قال : سبحان الله ، ما كان ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم ) تقدم بيان المراد من هذا في المناقب مفصلا ، ووقع في رواية خرشة " فقال : الله أعلم بأهل الجنة ، وسأحدثك مما قالوا ذلك " فذكر المنام ، وهذا يقوي احتمال أنه أنكر عليهم الجزم ولم ينكر أصل الإخبار بأنه من أهل الجنة ، وهذا شأن المراقب الخائف المتواضع . ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " الجنة لله يدخلها من يشاء " زاد ابن ماجه من هذا الوجه " الحمد لله " .
قوله : ( إنما رأيت كأنما عمود وضع في روضة خضراء ) بين في رواية ابن عون أن العمود كان في وسط الروضة ، ولم يصف الروضة في هذه الرواية ، وتقدم في المناقب من رواية ابن عون " رأيت كأني في روضة " ذكر من سعتها وخضرتها ، قال الكرماني : يحتمل أن يراد بالروضة جميع ما يتعلق بالدين ، وبالعمود الأركان الخمسة ، وبالعروة الوثقى الإيمان .
[ ص: 416 ] قوله : ( فنصب فيها ) بضم النون وكسر المهملة بعدها موحدة ، وفي رواية المستملي nindex.php?page=showalam&ids=15086والكشميهني " قبضت " بفتح القاف والموحدة بعدها ضاد معجمة ساكنة ثم تاء المتكلم .
قوله : ( وفي رأسها عروة ) في رواية ابن عون : " وفي أعلى العمود عروة " وفي روايته في المناقب " ووسطها عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة " وعرف من هذا أن الضمير في قوله وفي رأسها للعمود والعمود مذكر وكأنه أنث باعتبار الدعامة .
قوله : ( وفي أسفلها منصف ) تقدم ضبطه في المناقب .
قوله : ( والمنصف الوصيف ) هذا مدرج في الخبر ، وهو تفسير من ابن سيرين بدليل قوله في رواية مسلم : " فجاءني منصف " قال ابن عون : والمنصف الخادم " فقال بثيابي من خلف " ووصف أنه رفعه من خلفه بيده .
قوله : ( فرقيت ) بكسر القاف على الأفصح ( فاستمسكت بالعروة ) زاد في رواية المناقب " فرقيت حتى كنت في أعلاها أخذت بالعروة فاستمسكت فاستيقظت وإنها لفي يدي " ، ووقع في رواية خرشة : حتى أتى بي عمودا رأسه في السماء وأسفله في الأرض في أعلاه حلقة فقال لي : اصعد فوق هذا ، قال قلت : كيف أصعد؟ فأخذ بيدي فزجل بي " وهو بزاي وجيم أي رفعني " فإذا أنا متعلق بالحلقة ، ثم ضرب العمود فخر وبقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت " .
وفي رواية خرشة أيضا زيادة في أول المنام ولفظه : " إني بينما أنا نائم إذ أتاني رجل فقال لي : قم ، فأخذ بيدي فانطلقت معه ، فإذا أنا بجواد " بجيم ودال مشددة جمع جادة وهي الطريق المسلوكة " عن شمالي . قال فأخذت لآخذ فيها أي أسير فقال : لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب الشمال " ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من طريقه " فبينا أنا أمشي إذ عرض لي طريق عن شمالي فأردت أن أسلكها فقال إنك لست من أهلها " . رجع إلى رواية مسلم قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=849875وإذا منهج على يميني فقال لي : خذ هاهنا ، فأتى بي جبلا فقال لي : اصعد ، قال فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت حتى فعلت ذلك مرارا " .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه " nindex.php?page=hadith&LINKID=849876جبلا زلقا فأخذ بيدي فزجل بي فإذا أنا في ذروته ، فلم أتقار ولم أتماسك ، وإذا عمود حديد في ذروته حلقة من ذهب ، فأخذ بيدي فزجل بي حتى أخذت بالعروة فقال : استمسك ، فاستمسكت ، قال : فضرب العمود برجله فاستمسكت بالعروة " .
قوله : ( فقصصتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى ) زاد في رواية ابن عون فقال : " تلك الروضة روضة الإسلام ، وذلك العمود عمود الإسلام ، وتلك العروة عروة الوثقى لا تزال مستمسكا بالإسلام حتى تموت " ، وزاد في رواية خرشة عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه " فقال رأيت خيرا ، أما المنهج فالمحشر ، وأما الطريق " .
وفي رواية مسلم " فقال أما الطرق التي عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال ، والطرق التي عن يمينك طرق أصحاب اليمين " ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " طرق أهل النار وطرق أهل الجنة " ثم اتفقا " وأما الجبل فهو منزل الشهداء " ، زاد مسلم " ولن تناله وأما العمود " إلى آخره ، وزاد nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في آخره " فأنا أرجو أن أكون من أهلها " ، وفي الحديث منقبة nindex.php?page=showalam&ids=106لعبد الله بن سلام وفيه من تعبير الرؤيا معرفة اختلاف الطرق وتأويل للعمود والجبل والروضة الخضراء والعروة وفيه من أعلام النبوة أن nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام لا يموت شهيدا فوقع كذلك مات على فراشه في أول خلافة معاوية بالمدينة .
ونقل ابن التين عن الداودي أن القوم إنما قالوا في nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام إنه من أهل الجنة لأنه كان من أهل [ ص: 417 ] بدر ، كذا قال والذي أوردته من طرق القصة يدل على أنهم إنما أخذوا ذلك من قوله لما ذكر طريق الشمال " إنك لست من أهلها " وإنما قال " ما كان ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم " ، على سبيل التواضع كما تقدم ، وكراهة أن يشار إليه بالأصابع خشية أن يدخله العجب ، ثم إنه ليس من أهل بدر أصلا . والله أعلم .
قوله : ( باب nindex.php?page=treesubj&link=32126الخضر في المنام والروضة الخضراء ) الخضر بضم الخاء وسكون الضاد المعجمتين جمع أخضر وهو اللون المعروف في الثياب وغيرها ، ووقع في رواية النسفي " الخضرة " بسكون الضاد وفي آخرها هاء تأنيث وكذا في رواية أبي أحمد الجرجاني وبعض الشروح .
قال القيرواني : الروضة التي لا يعرف نبتها تعبر بالإسلام لنضارتها وحسن بهجتها ، وتعبر أيضا بكل مكان فاضل ، وقد تعبر بالمصحف وكتب العلم والعالم ونحو ذلك .
قوله : ( حدثنا الحرمي ) بمهملتين مفتوحتين هو اسم بلفظ النسب تقدم بيانه .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين قال قيس بن عباد ) حذف قال الثانية على العادة في حذفها خطأ ، والتقدير عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين أنه قال : قال قيس ، ووقع في رواية ابن عون كما سيأتي بعد بابين عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد وهو ابن سيرين : " حدثني قيس بن عباد " وهو بضم أوله وتخفيف الموحدة وآخره دال تقدم ذكره في مناقب nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام بهذا الحديث ، وتقدم له حديث آخر في تفسير سورة الحج وفي غزوة بدر أيضا ، وليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سوى هذين الحديثين ، وهو بصري تابعي ثقة كبير له إدراك ، قدم المدينة في خلافة عمر ، ووهم من عده في الصحابة .
قوله : ( كنت في حلقة ) بفتح أوله وسكون اللام .
[ ص: 415 ] قوله : ( فيها nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن مالك ) يعني ابن أبي وقاص ، وابن عمر هو عبد الله بن عمر بن الخطاب .
قوله : ( فمر nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ) هو الصحابي المشهور الإسرائيلي وأبوه بتخفيف اللام اتفاقا ، وقد تقدم بيان نسبه في مناقبه من كتاب مناقب الصحابة ، ووقع في رواية ابن عون الماضية في المناقب بلفظ : " كنت جالسا في مسجد المدينة فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع ، فقالوا هذا رجل من أهل الجنة " ، زاد مسلم من هذا الوجه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=849873كنت بالمدينة في ناس فيهم بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء رجل في وجهه أثر من خشوع " .
قوله : ( فقالوا هذا رجل من أهل الجنة ) في رواية ابن عون المشار إليها عند مسلم " فقال بعض القوم : هذا رجل من أهل الجنة وكررها ثلاثا " ، وفي رواية خرشة - بفتح الخاء المعجمة والراء والشين المعجمة - ابن الحر - بضم الحاء وتشديد الراء المهملتين - الفزاري عند مسلم أيضا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504260كنت جالسا في حلقة في مسجد المدينة وفيها شيخ حسن الهيئة وهو nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ، فجعل يحدثهم حديثا حسنا ، فلما قام قال القوم : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا " .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من هذا الوجه " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504261فجاء شيخ يتوكأ على عصا له " فذكر نحوه ، ويجمع بينهما بأنهما قصتان اتفقتا لرجلين ، فكأنه كان في مجلس يتحدث كما في رواية خرشة : فلما قام ذاهبا مر على الحلقة التي فيها nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر فحضر ذلك قيس بن عباد كما في روايته ، وكل من خرشة وقيس اتبع nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ودخل عليه منزله وسأله فأجابه ، ومن ثم اختلف الجواب بالزيادة والنقص كما سأبينه سواء كان زمن اجتماعهما بعبد الله بن سلام اتحد أم تعدد .
قوله : ( فقلت له إنهم قالوا كذا وكذا ) بين في رواية ابن عون عند مسلم أن قائل ذلك رجل واحد ، وفيه عنده زيادة ولفظه ثم خرج فاتبعته فدخل منزله ودخلت فتحدثنا ، فلما استأنس قلت له : إنك لما دخلت قبل قال رجل كذا وكذا ، وكأنه نسب القول للجماعة والناطق به واحد لرضاهم به وسكوتهم عليه ، وفي رواية خرشة " فقلت والله لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته ، فانطلق حتى كاد يخرج من المدينة ثم دخل منزله ، فاستأذنت عليه فأذن لي فقال : ما حاجتك يا ابن أخي؟ فقلت : سمعت القوم يقولون " فذكر اللفظ الماضي وفيه : " فأعجبني أن أكون معك " ، وسقطت هذه القصة في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وعنده : " فلما قضى صلاته قلت : زعم هؤلاء " .
قوله : ( قال : سبحان الله ، ما كان ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم ) تقدم بيان المراد من هذا في المناقب مفصلا ، ووقع في رواية خرشة " فقال : الله أعلم بأهل الجنة ، وسأحدثك مما قالوا ذلك " فذكر المنام ، وهذا يقوي احتمال أنه أنكر عليهم الجزم ولم ينكر أصل الإخبار بأنه من أهل الجنة ، وهذا شأن المراقب الخائف المتواضع . ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " الجنة لله يدخلها من يشاء " زاد ابن ماجه من هذا الوجه " الحمد لله " .
قوله : ( إنما رأيت كأنما عمود وضع في روضة خضراء ) بين في رواية ابن عون أن العمود كان في وسط الروضة ، ولم يصف الروضة في هذه الرواية ، وتقدم في المناقب من رواية ابن عون " رأيت كأني في روضة " ذكر من سعتها وخضرتها ، قال الكرماني : يحتمل أن يراد بالروضة جميع ما يتعلق بالدين ، وبالعمود الأركان الخمسة ، وبالعروة الوثقى الإيمان .
[ ص: 416 ] قوله : ( فنصب فيها ) بضم النون وكسر المهملة بعدها موحدة ، وفي رواية المستملي nindex.php?page=showalam&ids=15086والكشميهني " قبضت " بفتح القاف والموحدة بعدها ضاد معجمة ساكنة ثم تاء المتكلم .
قوله : ( وفي رأسها عروة ) في رواية ابن عون : " وفي أعلى العمود عروة " وفي روايته في المناقب " ووسطها عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة " وعرف من هذا أن الضمير في قوله وفي رأسها للعمود والعمود مذكر وكأنه أنث باعتبار الدعامة .
قوله : ( وفي أسفلها منصف ) تقدم ضبطه في المناقب .
قوله : ( والمنصف الوصيف ) هذا مدرج في الخبر ، وهو تفسير من ابن سيرين بدليل قوله في رواية مسلم : " فجاءني منصف " قال ابن عون : والمنصف الخادم " فقال بثيابي من خلف " ووصف أنه رفعه من خلفه بيده .
قوله : ( فرقيت ) بكسر القاف على الأفصح ( فاستمسكت بالعروة ) زاد في رواية المناقب " فرقيت حتى كنت في أعلاها أخذت بالعروة فاستمسكت فاستيقظت وإنها لفي يدي " ، ووقع في رواية خرشة : حتى أتى بي عمودا رأسه في السماء وأسفله في الأرض في أعلاه حلقة فقال لي : اصعد فوق هذا ، قال قلت : كيف أصعد؟ فأخذ بيدي فزجل بي " وهو بزاي وجيم أي رفعني " فإذا أنا متعلق بالحلقة ، ثم ضرب العمود فخر وبقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت " .
وفي رواية خرشة أيضا زيادة في أول المنام ولفظه : " إني بينما أنا نائم إذ أتاني رجل فقال لي : قم ، فأخذ بيدي فانطلقت معه ، فإذا أنا بجواد " بجيم ودال مشددة جمع جادة وهي الطريق المسلوكة " عن شمالي . قال فأخذت لآخذ فيها أي أسير فقال : لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب الشمال " ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من طريقه " فبينا أنا أمشي إذ عرض لي طريق عن شمالي فأردت أن أسلكها فقال إنك لست من أهلها " . رجع إلى رواية مسلم قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=849875وإذا منهج على يميني فقال لي : خذ هاهنا ، فأتى بي جبلا فقال لي : اصعد ، قال فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت حتى فعلت ذلك مرارا " .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه " nindex.php?page=hadith&LINKID=849876جبلا زلقا فأخذ بيدي فزجل بي فإذا أنا في ذروته ، فلم أتقار ولم أتماسك ، وإذا عمود حديد في ذروته حلقة من ذهب ، فأخذ بيدي فزجل بي حتى أخذت بالعروة فقال : استمسك ، فاستمسكت ، قال : فضرب العمود برجله فاستمسكت بالعروة " .
قوله : ( فقصصتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى ) زاد في رواية ابن عون فقال : " تلك الروضة روضة الإسلام ، وذلك العمود عمود الإسلام ، وتلك العروة عروة الوثقى لا تزال مستمسكا بالإسلام حتى تموت " ، وزاد في رواية خرشة عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه " فقال رأيت خيرا ، أما المنهج فالمحشر ، وأما الطريق " .
وفي رواية مسلم " فقال أما الطرق التي عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال ، والطرق التي عن يمينك طرق أصحاب اليمين " ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " طرق أهل النار وطرق أهل الجنة " ثم اتفقا " وأما الجبل فهو منزل الشهداء " ، زاد مسلم " ولن تناله وأما العمود " إلى آخره ، وزاد nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في آخره " فأنا أرجو أن أكون من أهلها " ، وفي الحديث منقبة nindex.php?page=showalam&ids=106لعبد الله بن سلام وفيه من تعبير الرؤيا معرفة اختلاف الطرق وتأويل للعمود والجبل والروضة الخضراء والعروة وفيه من أعلام النبوة أن nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام لا يموت شهيدا فوقع كذلك مات على فراشه في أول خلافة معاوية بالمدينة .
ونقل ابن التين عن الداودي أن القوم إنما قالوا في nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام إنه من أهل الجنة لأنه كان من أهل [ ص: 417 ] بدر ، كذا قال والذي أوردته من طرق القصة يدل على أنهم إنما أخذوا ذلك من قوله لما ذكر طريق الشمال " إنك لست من أهلها " وإنما قال " ما كان ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم " ، على سبيل التواضع كما تقدم ، وكراهة أن يشار إليه بالأصابع خشية أن يدخله العجب ، ثم إنه ليس من أهل بدر أصلا . والله أعلم .