أبواب الأصناف الثمانية
باب ما جاء في الفقير والمسكين والمسألة والغني
1582 - ( عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبي هريرة } وفي لفظ { ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة واللقمتان ، إنما المسكين الذي يتعفف ، اقرءوا إن شئتم : لا يسألون الناس إلحافا } متفق عليهما ) ليس المسكين الذي يطوف على الناس ، [ ص: 188 ] ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ، ولا يفطن به فيتصدق عليه ، ولا يقوم فيسأل الناس
التالي
السابق
. قوله : ( ولا اللقمة واللقمتان ) في رواية : " الأكلة والأكلتان " . قوله : ( يغنيه ) هذه صفة زائدة على الغنى المنهي إذ لا يلزم من حصول اليسار للمرء أن يغنى به بحيث لا يحتاج إلى شيء آخر . وكأن المعنى نفي اليسار المقيد بأنه يغنيه مع وجود أصل اليسار . وفي الحديث دليل على أن المسكين هو الجامع بين عدم الغنى وعدم تفطن الناس له ما يظن به لأجل تعففه وتظهره بصورة الغني من عدم الحاجة ، ومع هذا فهو المستعفف عن السؤال للبخاري
وقد استدل به من يقول : إن الفقير أسوأ حالا من المسكين ، وإن الذي له شيء لكنه لا يكفيه ، المسكين الذي لا شيء له ، ويؤيده قوله تعالى: { والفقير أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر } فسماهم مساكين مع أن لهم سفينة يعملون فيها ، وإلى هذا ذهب والجمهور كما قال في الفتح . وذهب الشافعي أبو حنيفة والعترة إلى أن المسكين دون الفقير ، واستدلوا بقوله تعالى : { أو مسكينا ذا متربة } ، قالوا : لأن المراد أنه يلصق التراب بالعرى . وقال ابن القاسم وأصحاب : إنهما سواء . مالك
وروي عن ورجحه أبي يوسف الجلال قال : لأن المسكنة لازمة للفقر ، إذ ليس معناها الذل والهوان ، فإنه ربما كان بغنى النفس أعز من الملوك الأكابر ، بل معناها : العجز عن إدراك المطالب الدنيوية ، والعاجز ساكن عن الانتهاض إلى مطالبه انتهى . وقيل : الفقير الذي يسأل ، والمسكين الذي لا يسأل ، حكاه ابن بطال . وظاهره أيضا أن المسكين من اتصف بالتعفف وعدم الإلحاف في السؤال ، لكن قال ابن بطال بمعناه : المسكين الكامل ، وليس المراد نفي أصل المسكنة بل هو كقوله : " أتدرون من المفلس " الحديث ، وقوله تعالى: { ليس البر } ، الآية ، وكذا قرره وغير واحد . ومن جملة حجج القول الأول قوله صلى الله عليه وسلم : { القرطبي } مع تعوذه من الفقر اللهم أحيني مسكينا
والذي ينبغي أن يعول عليه أن يقال : المسكين من اجتمعت له الأوصاف المذكورة في الحديث ، والفقير من كان ضد الغني كما في الصحاح والقاموس وغيرهما من كتب اللغة ، وسيأتي تحقيق الغنى فيقال لمن عدم الغنى : فقير ، ولمن عدمه مع التعفف عن السؤال وعدم تفطن الناس له : مسكين . وقيل : إن الفقير من يجد القوت ، والمسكين من لا شيء له
وقيل : الفقير : المحتاج ، والمسكين : من أذله الفقر ، حكى هذين صاحب القاموس .
وقد استدل به من يقول : إن الفقير أسوأ حالا من المسكين ، وإن الذي له شيء لكنه لا يكفيه ، المسكين الذي لا شيء له ، ويؤيده قوله تعالى: { والفقير أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر } فسماهم مساكين مع أن لهم سفينة يعملون فيها ، وإلى هذا ذهب والجمهور كما قال في الفتح . وذهب الشافعي أبو حنيفة والعترة إلى أن المسكين دون الفقير ، واستدلوا بقوله تعالى : { أو مسكينا ذا متربة } ، قالوا : لأن المراد أنه يلصق التراب بالعرى . وقال ابن القاسم وأصحاب : إنهما سواء . مالك
وروي عن ورجحه أبي يوسف الجلال قال : لأن المسكنة لازمة للفقر ، إذ ليس معناها الذل والهوان ، فإنه ربما كان بغنى النفس أعز من الملوك الأكابر ، بل معناها : العجز عن إدراك المطالب الدنيوية ، والعاجز ساكن عن الانتهاض إلى مطالبه انتهى . وقيل : الفقير الذي يسأل ، والمسكين الذي لا يسأل ، حكاه ابن بطال . وظاهره أيضا أن المسكين من اتصف بالتعفف وعدم الإلحاف في السؤال ، لكن قال ابن بطال بمعناه : المسكين الكامل ، وليس المراد نفي أصل المسكنة بل هو كقوله : " أتدرون من المفلس " الحديث ، وقوله تعالى: { ليس البر } ، الآية ، وكذا قرره وغير واحد . ومن جملة حجج القول الأول قوله صلى الله عليه وسلم : { القرطبي } مع تعوذه من الفقر اللهم أحيني مسكينا
والذي ينبغي أن يعول عليه أن يقال : المسكين من اجتمعت له الأوصاف المذكورة في الحديث ، والفقير من كان ضد الغني كما في الصحاح والقاموس وغيرهما من كتب اللغة ، وسيأتي تحقيق الغنى فيقال لمن عدم الغنى : فقير ، ولمن عدمه مع التعفف عن السؤال وعدم تفطن الناس له : مسكين . وقيل : إن الفقير من يجد القوت ، والمسكين من لا شيء له
وقيل : الفقير : المحتاج ، والمسكين : من أذله الفقر ، حكى هذين صاحب القاموس .