الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 165 ] ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا " روى عبد الوارث عن أبي عمرو : " تركنوا " بفتح التاء وضم الكاف ، وهي قراءة قتادة . وروى هارون عن أبي عمرو " تركنوا " بفتح التاء وكسر الكاف . وروى محبوب عن أبي عمرو : " تركنوا " بكسر التاء وفتح الكاف . وقرأ ابن أبي عبلة " تركنوا " بضم التاء وفتح الكاف على ما لم يسم فاعله . وفي المراد بهذا الركون أربعة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : لا تميلوا إلى المشركين ، قاله ابن عباس . والثاني : لا ترضوا أعمالهم ، قاله أبو العالية . والثالث : لا تلحقوا بالمشركين ، قاله قتادة . والرابع : لا تداهنوا الظلمة ، قاله السدي ، وابن زيد .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي قوله : " فتمسكم النار " وجهان : أحدهما : فتصيبكم النار ، قاله ابن عباس . والثاني : فيتعدى إليكم ظلمهم كما تتعدى النار إلى إحراق ما جاورها ، ذكره الماوردي .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " وما لكم من دون الله من أولياء " أي : ليس لكم أعوان يمنعونكم من العذاب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية