الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          للذين أحسنوا الحسنى وزيادة

                                                          الذين أحسنوا هم المؤمنون الذين آمنوا بالبعث والنشور والجزاء من الثواب والعقاب وآمنوا أولا بلقاء الله.

                                                          للذين أحسنوا (اللام) للملك أو الاختصاص، أي: يعطيهم الله الجزاء عطاء موفورا لأجل إحسانهم. الحسنى مؤنث أحسن، أي: يعطيهم الله الجزاء الأحسن، أي: الذي بلغ أعلى درجات الكمال. وزيادة للإشارة إلى أن عطاءهم ليس بمقدار إحسانهم; لأنه سبحانه المتفضل المكرم الذي لا يعطي بمقدار ما قدم بل إنه كما قال تعالى: (. . . . . ويزيدهم من فضله. . [ ص: 3553 ]

                                                          والزيادة بغفران بعض السيئات إن الحسنات يذهبن السيئات ثم بالرضوان وهو أكبر ما يعطي الله تعالى، وقد قال أهل السنة في ذلك أنهم يرون ربهم، كما قال تعالى:وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة وهذا جزاء مادي ومعنوي إيجابي وهناك جزاء معنوي سلبي قال فيه تعالى: ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة (يرهق) معناها يغشى، (قتر) معناها سواد، وكلمة يرهق تتضمن في معناها الألم والتأذي.

                                                          والمعنى أن وجوههم ناضرة مشرقة بالعزة والسعادة والرضا بأنفسهم وبالله سبحانه ثم ذكر الجزاء الكامل، فقال سبحانه: أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون أشار إليهم سبحانه بالإحسان ومن قبله بالهداية، والإشارة إلى موصوف يفيد أن الصفة سبب الحكم، أصحاب الجنة وأصحابها أي: الذين يقيمون فيها إقامة الملاك في ملكهم يلازمونها ولا يخرجون منها.

                                                          هم فيها خالدون ذكر الضمير وقدم فيها لبيان قصرهم عليها لا يدخلون غيرها.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية