بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الفتن باب ما جاء في قول الله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من الفتن
6641 حدثنا حدثنا علي بن عبد الله حدثنا بشر بن السري عن نافع بن عمر قال قالت ابن أبي مليكة أسماء فيقال لا تدري مشوا على القهقرى أنا على حوضي أنتظر من يرد علي فيؤخذ بناس من دوني فأقول أمتي قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن ابن أبي مليكة
كتاب الفتن
- باب ما جاء في قول الله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سترون بعدي أمورا تنكرونها
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب
- باب ظهور الفتن
- باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من حمل علينا السلاح فليس منا
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
- باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم
- باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما
- باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة
- باب من كره أن يكثر سواد الفتن والظلم
- باب إذا بقي في حثالة من الناس
- باب التعرب في الفتنة
- باب التعوذ من الفتن
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الفتنة من قبل المشرق
- باب الفتنة التي تموج كموج البحر
- باب إذا أنزل الله بقوم عذابا
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي إن ابني هذا لسيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين
- باب إذا قال عند قوم شيئا ثم خرج فقال بخلافه
- باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور
- باب تغيير الزمان حتى تعبد الأوثان
- باب خروج النار
- باب ذكر الدجال
- باب لا يدخل الدجال المدينة
- باب يأجوج ومأجوج
التالي
السابق
[ ص: 5 ] قوله ( بسم الله الرحمن الرحيم - كتاب الفتن ) في رواية كريمة والأصيلي تأخير البسملة والفتن جمع فتن قال الراغب : أصل الفتن إدخال الذهب في النار لتظهر جودته من رداءته ويستعمل في إدخال الإنسان النار ويطلق على العذاب كقوله : ذوقوا فتنتكم ، وعلى ما يحصل عند العذاب كقوله تعالى ألا في الفتنة سقطوا ، وعلى الاختبار كقوله وفتناك فتونا ، وفيما يدفع إليه الإنسان من شدة ورخاء وفي الشدة أظهر معنى وأكثر استعمالا قال تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة ومنه قوله : وإن كادوا ليفتنونك أي يوقعونك في بلية وشدة في صرفك عن العمل بما أوحي إليك
وقال أيضا كالبلية والمصيبة والقل والعذاب والمعصية وغيرها من المكروهات ، فإن كانت من الله فهي على وجه الحكمة وإن كانت من الإنسان بغير أمر الله فهي مذمومة فقد ذم الله الإنسان بإيقاع الفتنة كقوله الفتنة تكون من الأفعال الصادرة من الله ومن العبد والفتنة أشد من القتل ، وقوله إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات وقوله ما أنتم عليهفاتنين ، وقوله بأييكم المفتون وكقوله : واحذرهم أن يفتنوك .
وقال غيره الاختبار ، ثم استعملت فيا أخرجته المحنة والاختبار إلى المكروه ، ثم أطلقت على كل مكروه أو آيل إليه كالكفر والإثم والتحريق والفضيحة والفجور وغير ذلك أصل الفتنة
[ ص: 6 ] قوله ( باب ما جاء في واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة . قلت : ورد فيه ما أخرجه قول الله تعالى : أحمد من طريق والبزار قال : قلنا مطرف بن عبد الله بن الشخير للزبير - يعني في قصة الجمل - يا أبا عبد الله ما جاء بكم ؟ ضيعتم الخليفة الذي قتل - يعني عثمان - بالمدينة ثم جئتم تطلبون بدمه - يعني بالبصرة - فقال الزبير : إنا قرأنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة لم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت " وأخرج الطبري من طريق ، قال " قال الحسن البصري الزبير : لقد خوفنا بهذه الآية ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما ظننا أنا خصصنا بها " وأخرجه من هذا الوجه نحوه وله طرق أخرى عن النسائي الزبير عند الطبري وغيره ، وأخرج الطبري من طريق قال : نزلت في أهل السدي بدر خاصة فأصابتهم يوم الجمل ، وعند ابن أبي شيبة نحوه ، وعند الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم العذاب " ولهذا الأثر شاهد من حديث عدي بن عميرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أخرجه إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه ، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة أحمد بسند حسن وهو عند أبي داود من حديث العرس بن عميرة ، وهو أخو عدي ، وله شواهد من حديث حذيفة وجرير وغيرهما عند أحمد وغيره .
قوله ( وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر ) بالتشديد ( من الفتن ) يشير إلى ما تضمنه حديث الباب من ، فإن الفتن غالبا إنما تنشأ عن ذلك ، ثم ذكر حديث الوعيد على التبديل والإحداث أسماء بنت أبي بكر مرفوعا الحديث وحديث أنا على حوضي أنتظر من يرد علي ، فيؤخذ بناس ذات الشمال رفعه عبد الله بن مسعود الحديث . وحديث أنا فرطكم على الحوض فليرفعن إلي أقوام سهل بن سعد بمعناه ، ومعه حديث أبي سعيد وفي جميعها : " لفظ إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ابن مسعود والآخرين بمعناه ، وقد تقدمت في ذكر الحوض آخر كتاب الرقاق وتقدم شرحها في " باب الحشر " قبل ذلك في كتاب الرقاق أيضا ، وقوله في حديث أسماء " حدثنا بشر بن السري " هو بكسر الموحدة وسكون المعجمة وأبوه بفتح المهملة وكسر الراء بعدها ياء ثقيلة ، وبشر بصري سكن مكة وكان صاحب مواعظ فلقب الأفوه ، وهو ثقة عند الجميع إلا أنه كان تكلم في شيء يتعلق برؤية الله في الآخرة فقام عليه فاعتذر وتنصل فتكلم فيه بعضهم حتى قال الحميدي ابن معين رأيته بمكة يدعو على من ينسبه لرأي جهم ، وقال : له أفراد وغرائب . قلت : وليس له في ابن عدي سوى هذا الموضع ، وقد وضح أنه متابعة البخاري
وقال أيضا كالبلية والمصيبة والقل والعذاب والمعصية وغيرها من المكروهات ، فإن كانت من الله فهي على وجه الحكمة وإن كانت من الإنسان بغير أمر الله فهي مذمومة فقد ذم الله الإنسان بإيقاع الفتنة كقوله الفتنة تكون من الأفعال الصادرة من الله ومن العبد والفتنة أشد من القتل ، وقوله إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات وقوله ما أنتم عليهفاتنين ، وقوله بأييكم المفتون وكقوله : واحذرهم أن يفتنوك .
وقال غيره الاختبار ، ثم استعملت فيا أخرجته المحنة والاختبار إلى المكروه ، ثم أطلقت على كل مكروه أو آيل إليه كالكفر والإثم والتحريق والفضيحة والفجور وغير ذلك أصل الفتنة
[ ص: 6 ] قوله ( باب ما جاء في واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة . قلت : ورد فيه ما أخرجه قول الله تعالى : أحمد من طريق والبزار قال : قلنا مطرف بن عبد الله بن الشخير للزبير - يعني في قصة الجمل - يا أبا عبد الله ما جاء بكم ؟ ضيعتم الخليفة الذي قتل - يعني عثمان - بالمدينة ثم جئتم تطلبون بدمه - يعني بالبصرة - فقال الزبير : إنا قرأنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة لم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت " وأخرج الطبري من طريق ، قال " قال الحسن البصري الزبير : لقد خوفنا بهذه الآية ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما ظننا أنا خصصنا بها " وأخرجه من هذا الوجه نحوه وله طرق أخرى عن النسائي الزبير عند الطبري وغيره ، وأخرج الطبري من طريق قال : نزلت في أهل السدي بدر خاصة فأصابتهم يوم الجمل ، وعند ابن أبي شيبة نحوه ، وعند الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم العذاب " ولهذا الأثر شاهد من حديث عدي بن عميرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أخرجه إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه ، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة أحمد بسند حسن وهو عند أبي داود من حديث العرس بن عميرة ، وهو أخو عدي ، وله شواهد من حديث حذيفة وجرير وغيرهما عند أحمد وغيره .
قوله ( وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر ) بالتشديد ( من الفتن ) يشير إلى ما تضمنه حديث الباب من ، فإن الفتن غالبا إنما تنشأ عن ذلك ، ثم ذكر حديث الوعيد على التبديل والإحداث أسماء بنت أبي بكر مرفوعا الحديث وحديث أنا على حوضي أنتظر من يرد علي ، فيؤخذ بناس ذات الشمال رفعه عبد الله بن مسعود الحديث . وحديث أنا فرطكم على الحوض فليرفعن إلي أقوام سهل بن سعد بمعناه ، ومعه حديث أبي سعيد وفي جميعها : " لفظ إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ابن مسعود والآخرين بمعناه ، وقد تقدمت في ذكر الحوض آخر كتاب الرقاق وتقدم شرحها في " باب الحشر " قبل ذلك في كتاب الرقاق أيضا ، وقوله في حديث أسماء " حدثنا بشر بن السري " هو بكسر الموحدة وسكون المعجمة وأبوه بفتح المهملة وكسر الراء بعدها ياء ثقيلة ، وبشر بصري سكن مكة وكان صاحب مواعظ فلقب الأفوه ، وهو ثقة عند الجميع إلا أنه كان تكلم في شيء يتعلق برؤية الله في الآخرة فقام عليه فاعتذر وتنصل فتكلم فيه بعضهم حتى قال الحميدي ابن معين رأيته بمكة يدعو على من ينسبه لرأي جهم ، وقال : له أفراد وغرائب . قلت : وليس له في ابن عدي سوى هذا الموضع ، وقد وضح أنه متابعة البخاري