الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12965 باب ما كان مطالبا برؤية مشاهدة الحق مع معاشرة ( الناس بالنفس والكلام )

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا عبيد بن شريك ، ثنا يحيى بن بكير ، ثنا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب : أن محمد بن النعمان بن بشير الأنصاري - كان يسكن دمشق - أخبره : أن الملك جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، فقال: اقرأ ، قال: فقلت: ما أنا بقارئ ، ثم عاد إلى مثل ذلك ، ثم أرسلني فقال اقرأ ، فقلت: ما أنا بقارئ ، فعاد إلى مثل ذلك ، ثم أرسلني فقال: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق ) ، قال محمد بن النعمان : فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك . قال ابن شهاب : فسمعت عروة بن الزبير يقول: قالت عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم: دفع النبي - صلى الله عليه وسلم ، فرجع إلى خديجة - رضي الله عنها - يرجف فؤاده ، فقال: زملوني زملوني ، فزمل ، فلما سري عنه قال لخديجة : لقد أشفقت على نفسي ، قالت خديجة - رضي الله عنها: أبشر ، فوالله ، لا يخزيك الله أبدا ؛ إنك لتصدق الحديث ، وتصل الرحم ، انطلق بنا ، فانطلقت خديجة - رضي الله عنها - إلى ورقة بن نوفل - وكان رجلا قد تنصر - شيخا أعمى يقرأ الإنجيل بالعربية ، فقالت له خديجة - رضي الله عنها: أي ابن عم ، اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة: ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذي رأى من ذلك ، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى - عليه السلام - يا ليتني أكون حين يخرجك قومك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: أومخرجي هم ، قال: نعم ، لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا . ( وبهذا الإسناد ) عن ابن شهاب ، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول: أخبرني جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ثم فتر الوحي عني ، فبينما أنا أمشي ، سمعت صوتا من السماء ، فرفعت بصري قبل السماء ، فإذا الملك الذي كان يجيئني قاعد على كرسي بين السماء والأرض ، فجئثت منه فزعا حتى هويت إلى الأرض ، فجئت إلى أهلي ، فقلت لهم: زملوني ، فزملوه ، فأنزل الله تعالى ( يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ) ، قال أبو سلمة : الرجز: الأوثان ، قال: ثم جاء الوحي بعد ، وتتابع . رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير ، وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الليث بالإسنادين ، جميعا دون كلام محمد بن النعمان .

                                                                                                                                                [ ص: 52 ]

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية