الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قال لا تثريب عليكم الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن عكرمة في قوله : ( لا تثريب ) قال : لا تعيير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : ( لا تثريب ) قال لا إباء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة التفت إلى الناس فقال : ماذا تقولون وماذا تظنون ، قالوا : ابن عم كريم ، فقال : ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أهل مكة ماذا تظنون ماذا [ ص: 323 ]

                                                                                                                                                                                                                                      تقولون قالوا : نظن خيرا ونقول خيرا في ابن عم كريم قد قدرت قال : فإني أقول كما قال أخي يوسف ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في «الدلائل» عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة طاف بالبيت وصلى ركعتين ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب فقال : ماذا تقولون وماذا تظنون قالوا : نقول ابن أخ ، وابن عم حليم رحيم فقال : أقول كما قال يوسف ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن عطاء الخراساني قال : طلب الحوائج إلى الشباب أسهل منها إلى الشيوخ ، ألم تر إلى قول يوسف ( لا تثريب عليكم اليوم ) وقال يعقوب عليه السلام ( سوف أستغفر لكم ربي ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي عمران الجوني قال : أما والله ما سمعنا بعفو قط مثل عفو يوسف .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية