الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون [ ص: 3563 ]

                                                          بعد أن بين سبحانه في الخلق ما يدل على التوحيد وأن كفر من كفر عجيب وغريب ذكر أنه قد سجل عليهم. كذلك (الكاف) للتشبيه إشارة إلى ضلالهم بعد أن قامت البينات القاطعة في الخلق والتكوين وإقرارهم بأن الله الخالق وحده لا خالق سواه، ثم بعد ذلك ينحرفون من غير سبب للانحراف إلا ضلالهم.

                                                          أي: أنه كهذه الحال التي رأيتموها حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون أي: أنهم ينحرفون عن الأمر الذي يقرونه ويقره العقلاء.

                                                          أي: أنهم ينظرون إلى الأشياء نظرا منحرفا كما ينظر من رمد أو حول، ثم ينغمرون في طريق الانحراف حتى يبلغوا في ضلالهم أقصاه.

                                                          فمثل هذا هو الذي حقت به، أي: ثبتت به كلمة الله التي لا تختلف ولا تتغير، على الذين فسقوا وانحرفوا وتمردوا على الحق، وأظهر في موضع الإضمار للإشارة إلى أن فسقهم وتمردهم أدى بهم إلى ما حق عليهم.

                                                          أنهم لا يؤمنون أنهم بدل بيان من كلمة ربك أي: أنهم لا يؤمنون فهو نفي للإيمان ذلك لأنهم سلكوا طريق الباطل.

                                                          أي: كذلك حقت على الذين فسقوا كلمة ربك التي هي لا يؤمنون

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية