الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو بكر ، ثنا عبد الله ، حدثني عبيد الله بن عمر ، ح وحدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن مروان العقيلي ، ثنا عمارة بن أبي حفصة ، قال : دخل مسلمة بن عبد الملك على عمر في مرضه الذي مات فيه ، فقال : من توصي بأهلك ؟ فقال : إذا نسيت الله فذكروني ، فعاد له فقال : من توصي بأهلك ؟ قال : ( إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ) .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني أبو إسحاق ، ثنا محمد بن الحسن ، ثنا هاشم ، قال : لما كانت الصرعة التي هلك فيها عمر دخل عليه مسلمة بن عبد الملك ، فقال : يا أمير المؤمنين إنك أقفرت أفواه ولدك من هذا المال فتركتهم عالة لا شيء لهم ، فلو أوصيت بهم إلي أو إلى نظرائي من أهل بيتك ، قال : فقال : أسندوني ، ثم قال : " أما قولك : إني أقفرت أفواه ولدي من هذا المال فإني والله ما منعتهم حقا هو لهم ، ولم أعطهم ما ليس لهم ، وأما قولك لو أوصيت بهم إلي أو إلى نظرائي من أهل بيتك ، فوصيي ووليي فيهم الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ، بني أحد رجلين : إما رجل يتقي فسيجعل الله له مخرجا ، وإما رجل مكب على المعاصي فإني لم أكن لأقويه على معصية الله ، ثم بعث إليهم وهم بضعة عشر ذكرا قال : فنظر إليهم فذرفت عيناه فبكى ، ثم قال : بنفسي الفتية [ ص: 334 ] الذين تركتهم عيلى لا شيء لهم ، بلى بحمد الله قد تركتهم بخير ، أي بني إنكم لن تلقوا أحدا من العرب ولا من المعاهدين إلا كان لكم عليهم حق ، أي بني إن أمامكم ميل بين أمرين ، بين أن تستغنوا ويدخل أبوكم النار ، وأن تفتقروا ويدخل أبوكم الجنة ، فكان أن تفتقروا ويدخل أبوكم الجنة أحب إليه من أن تستغنوا ويدخل النار ، قوموا عصمكم الله " .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا سهل بن محمود ، ثنا عمر بن حفص المعيطي ، ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال : قلت : كم ترك لكم عمر من المال ؟ فتبسم فقال : حدثني مولى لنا كان يلي نفقته قال : قال لي عمر حين احتضر : كم عندك من المال ؟ قال : قلت : أربعة عشر دينارا ، قال : فقال : تحتملوني بها من منزل إلى منزل ؟ فقلت : كم ترك لكم من الغلة ؟ قال : ترك لنا غلة ستمائة دينار ، كل سنة ثلاثمائة دينار ورثناها عنه ، وثلاثمائة دينار ورثناها عن أخينا عبد الملك ، وتركنا اثني عشر ذكرا ، وست نسوة ، اقتسمنا ماله على خمس عشرة .

              حدثنا أبو محمد ، ثنا أحمد ، ثنا منصور بن بشير ، ثنا أبو بكر - يعني ابن نوفل بن الفرات - عن أبيه ، أن عمر استعمل جعونة بن الحارث على ملطية فغزا فأصاب غنما ، ووفد ابنه إلى عمر فلما دخل عليه وأخبره الخبر قال له عمر : هل أصيب من المسلمين أحد ؟ قال : لا ، إلا رويجل ، فغضب عمر ، وقال : " رويجل رويجل ، مرتين ، تجيئوني بالشاة والبقرة ويصاب رجل من المسلمين ، لا تلي لي أنت ولا أبوك عملا ما كنت حيا .

              حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعاني قال : سمعت محمدا عمي يقول : قال عمر : " كأن من لم يل لم يذنب " .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن عمر الباهلي ، ح وحدثنا محمد بن علي ، ثنا الحسين بن محمد بن حماد ، ثنا أبو موسى قالا : ثنا عثمان بن عثمان الغطفاني ، عن علي بن زيد قال : سمعت عمر بن عبد العزيز يقول : " لقد [ ص: 335 ] تمت حجة الله على ابن الأربعين ، فمات لها عمر بن عبد العزيز " .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، أنبأنا أيوب ، نبئت أن عمر ذكر له ذلك الموضع الرابع الذي فيه قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فعرضوا له به ، قالوا : لو دنوت من المدينة ؟ فقال : لأن يعذبني الله بكل عذاب إلا النار أحب إلي من أن يعلم الله أني أرى أني لذلك أهل . حدثنا محمد بن علي ، ثنا أبو عروبة ، ثنا عمرو بن عثمان ، ثنا خالد بن يزيد ، عن جعونة ، قال رجل لعمر : لو دنوت من المدينة ، فذكر نحوه .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية