الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            ( ر ب ب ) : [ ص: 214 ] الرب يطلق على الله تبارك وتعالى معرفا بالألف واللام ومضافا ويطلق على مالك الشيء الذي لا يعقل مضافا إليه فيقال رب الدين ورب المال ومنه { قوله عليه الصلاة والسلام في ضالة الإبل حتى يلقاها ربها } وقد استعمل بمعنى السيد مضافا إلى العاقل أيضا ومنه قوله عليه السلام { حتى تلد الأمة ربتها } .

                                                            وفي رواية ربها وفي التنزيل حكاية عن يوسف عليه السلام { أما أحدكما فيسقي ربه خمرا } قالوا ولا يجوز استعماله بالألف واللام للمخلوق بمعنى المالك لأن اللام للعموم والمخلوق لا يملك جميع المخلوقات وربما جاء باللام عوضا عن الإضافة إذا كان بمعنى السيد .

                                                            قال الحارث

                                                            فهو الرب والشهيد على يو م الحيارين والبلاء بلاء

                                                            وبعضهم يمنع أن يقال هذا رب العبد وأن يقول العبد هذا ربي وقوله عليه الصلاة والسلام { حتى تلد الأمة ربها } حجة عليه ورب زيد الأمر ربا من باب قتل إذا ساسه وقام بتدبيره ومنه قيل للحاضنة رابة وربيبة أيضا فعيلة بمعنى فاعلة وقيل لبنت امرأة الرجل ربيبة فعيلة بمعنى مفعولة لأنه يقوم بها غالبا تبعا لأمها والجمع ربائب وجاء ربيبات على لفظ الواحدة والابن ربيب والجمع أرباء مثل : دليل وأدلاء .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية