الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا

                                                                                                                                                                                                بآيات ربه : بالقرآن، ولذلك رجع إليها الضمير مذكرا في قوله: أن يفقهوه ، فأعرض عنها : فلم يتذكر حين ذكر ولم يتدبر، "ونسي": عاقبة، ما قدمت يداه : من الكفر والمعاصي، غير مفكر فيها ولا ناظر في أن المسيء والمحسن لا بد لهما من جزاء، ثم علل إعراضهم ونسيانهم بأنهم مطبوع على قلوبهم، وجمع بعد الإفراد حملا على لفظ من ومعناه: فلن يهتدوا : فلا يكون منهم اهتداء البتة، كأنه محال منهم لشدة تصميمهم، "أبدا": مدة التكليف كلها، و "إذا": جزاء وجواب، فدل على انتفاء اهتدائهم لدعوة الرسول، بمعنى: أنهم جعلوا ما يجب أن يكون سبب وجود الاهتداء سببا في انتفائه، وعلى أنه جواب للرسول على تقدير قوله: ما لي لا أدعوهم حرصا على إسلامهم ؟ فقيل: وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية