الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو محمد ، ثنا أبو العباس الخزاعي ، ثنا القعنبي ، ثنا مالك ، قال : قال كعب : إذا أحببتم أن تعلموا ما للعبد عند الله فانظروا ماذا يتبعه من حسن الثناء .

              حدثنا أبو بكر أحمد بن السندي ، ثنا الحسن بن علويه القطان ، ثنا إسماعيل بن عيسى ، ثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر ، ثنا سفيان الثوري ، وعباد بن كثير ، عن منصور بن المعتمر ، عن مجاهد ، عن كعب ، قال : إن الرب تعالى قال لموسى - عليه السلام - : يا موسى إذا رأيت الغنى مقبلا فقل : ذنب عجلت عقوبته ، وإذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين ، يا موسى : إنك لن تتقرب إلي بعمل من أعمال البر خير لك من الرضا بقضائي ، ولن تأتي بعمل أحبط لحسناتك من البطر ، إياك والتضرع لأبناء الدنيا ، إذا أعرض عنك ، وإياك أن تجود بدينك لدنياهم ، إذا آمر أبواب رحمتي أن تغلق دونك ، أدن الفقراء وقرب مجالستهم منك ولا تركنن إلى حب الدنيا فإنك لن تلقاني بكبيرة من الكبائر أضر عليك من الركون إلى الدنيا ، يا موسى بن عمران قل للمذنبين النادمين أبشروا ، وقل للغافلين المعجبين اخسئوا .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا سيار ، ثنا جعفر ، ثنا عبد الجليل ، عن أبي عبد السلام ، عن كعب ، قال : أوحى الله تعالى إلى موسى - عليه السلام - : يا موسى تعلم الخير وعلمه الناس ، فإني منور لمعلمي الخير ومتعلميه في قبورهم حتى لا يستوحشوا بمكانهم .

              حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا داود بن المحبر ، ثنا ميسرة بن عبد ربه ، عن عمر بن سليمان ، عن مكحول ، أن كعب الأحبار قال : تجد الرجل مستكثرا من أنواع أعمال البر ويبلغ صنائع المعروف ، ويكابد سهر الليل وظمأ الهواجر ، ولعله لا يساوي في ذلك كله عند ربه جيفة حمار ، قيل : وكيف ذلك يا أبا إسحاق ؟ قال : لقلة عقله ، وسوء رغبته ، وتجد الرجل ينام الليل ويفطر النهار ولا يعرف بشيء من البر ولا صنائع المعروف ولعله عند الله من المقربين ، قيل : وكيف ذلك يا أبا إسحاق ؟ قال : لما قسم [ ص: 6 ] الله له من العقل ، فإن الله تعالى فرض على عباده أن يعرفوه وأن يطيعوه وأن يعبدوه ، وإنما عبده وعرفه وأطاعه من خلقه العاقلون ، وأما الجهال فهم الذين جهلوه فلم يعرفوه ولم يطيعوه ولم يعبدوه .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية