الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما افتتح القصة بمدح المتقين لمسابقتهم إلى الجهاد من دون استئذان ختمها بذلك وذكر ما أعد لهم فقال معلما بالغنى عنهم [ ص: 571 ] بمن هو الخير المحض تبكيتا لهم وتقريعا: لكن الرسول أي: والذي بعثه لرد العباد عن الفساد إلى السداد والذين آمنوا أي: إيمانا عظيما كائنا أو كائنين معه أي: مصاحبين له ذاتا وحالا في جميع ما أرسلناه إليهم به جاهدوا بأموالهم وأنفسهم أي: بذلوا كلا من ذلك في حبه صلى الله عليه وسلم فتحققوا بشرط الإيمان و "لكن" واقعة موقعها بين متنافسين لأن ما مضى من حالهم كله ناطق بأنهم لم يجاهدوا.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان السياق لبخلهم بالنفس والمال، ولسلب النفع من أموالهم وأولادهم، اقتصر في مدح أوليائه على الجهاد بالنفس والمال ولم يذكر السبيل وقال: " أولئك " دالا على أنه معطوف على ما تقديره: فأولئك الذين نورت قلوبهم فهم يفقهون، وقوله: لهم أي: لا لغيرهم الخيرات تعرض بذوي الأموال من المنافقين لأن الخير يطلق على المال وتحليته ب: "ال" على استغراقه لجميع منافع الدارين، والتعبير بأداة البعد إشارة إلى علو مقام أوليائه وبعد مناله إلا بفضل منه تعالى، وكذا التعريض بهم بقوله: وأولئك هم أي: خاصة المفلحون أي: الفائزون بجميع مرادهم، لا غيرهم;

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية