الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ( 71 ) )

قال أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه - : " يا أيها الذين آمنوا " : صدقوا الله ورسوله " خذوا حذركم " خذوا جنتكم وأسلحتكم التي تتقون بها من عدوكم لغزوهم وحربهم " فانفروا إليهم ثبات " .

وهي جمع " ثبة " ، " والثبة " : العصبة .

ومعنى الكلام : فانفروا إلى عدوكم جماعة بعد جماعة متسلحين .

ومن " الثبة " قول زهير :


وقد أغدوا على ثبة كرام نشاوى واجدين لما نشاء

[ ص: 537 ]

وقد تجمع " الثبة " على " ثبين " . .

" أو انفروا جميعا " يقول : أو انفروا جميعا مع نبيكم - صلى الله عليه وسلم - لقتالهم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

9929 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : خذوا حذركم فانفروا ثبات : يقول : عصبا ، يعني سرايا متفرقين " أو انفروا جميعا " يعني : كلكم .

9930 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : " فانفروا ثبات " قال : فرقا قليلا قليلا .

9931 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " فانفروا ثبات " قال : الثبات : الفرق .

9932 - حدثنا الحسين بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة مثله .

9933 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " فانفروا ثبات " فهي العصبة ، وهي الثبة ، " أو انفروا جميعا " مع النبي - صلى الله عليه وسلم - .

9934 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد بن سليمان قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : " فانفروا ثبات " يعني : عصبا متفرقين .

التالي السابق


الخدمات العلمية