الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى ؛ كأنهم قالوا لهم: بأي الحجتين تتعلقون في أمرنا؟ أبالتوحيد؟ فنحن موحدون؛ أم باتباع دين الأنبياء؟ فنحن متبعون. وقوله - عز وجل -: قل أأنتم أعلم أم الله ؛ تأويله أن النبي الذي أتانا بالآيات المعجزات؛ وأتاكم بها؛ أعلمكم؛ وأعلمنا أن الإسلام دين هؤلاء الأنبياء.

                                                                                                                                                                                                                                        و " الأسباط " ؛ هم الذين من ذرية الأنبياء؛ والأسباط اثنا عشر سبطا؛ وهم ولد يعقوب - عليه السلام -؛ ومعنى " السبط " ؛ في اللغة: الجماعة الذين يرجعون إلى أب واحد؛ و " السبط " ؛ في اللغة: الشجرة؛ فالسبط: الذين هم من شجرة واحدة. [ ص: 218 ] وقوله: ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ؛ يعني بهم هؤلاء الذين هم علماء اليهود؛ لأنهم قد علموا أن رسالة النبي حق؛ وإنما كفروا حسدا؛ كما قال الله - عز وجل -؛ وطلبا لدوام رياستهم؛ وكسبهم؛ لأنهم كانوا يتكسبون بإقامتهم على دينهم؛ فقيل: ومن أظلم ممن كتم أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؟! ولا أحد أظلم منه؛ وقوله: وما الله بغافل عما تعملون ؛ يعني: من كتمانكم ما علمتموه من صحة أمر النبي - صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية