nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148nindex.php?page=treesubj&link=28978_31927واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين [ ص: 173 ] ( قصة
nindex.php?page=treesubj&link=31927اتخاذ بني إسرائيل للعجل )
في أثناء مناجاة
موسى - عليه السلام - لربه - عز وجل - في
جبل الطور ، اتخذ قومه من
بني إسرائيل عجلا مصوغا من الذهب والفضة وعبدوه من دون الله - تعالى - ، لما كان رسخ في قلوبهم من فخامة مظاهر الوثنية الفرعونية في
مصر ، ذكرت هذه القصة هنا معطوفة على ما قبلها من خبر المناجاة وألواح الشريعة لما بين السياقين من العلاقة والاشتراك في الزمن ، وقال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار الحلي بالضم والتشديد جمع حلي بالفتح والتخفيف فهو كثدي جمعا لثدي ، وهذا الحلي استعاره نساء
بني إسرائيل من نساء المصريين قبل خروجهم من
مصر فملكوه بإذن الله - تعالى - ، والعجل ولد البقرة سواء كانت من العراب أو الجواميس ، فهو كالحوار لولد الناقة ، والمهر لولد الفرس ، والحمل لولد الشاة ، والجدي لولد العنز ، إلخ ، والجسد الجثة وبدن الإنسان حقيقة ، ويطلق على غيره مجازا ، والأحمر كالذهب والزعفران والدم الجاف ، قال في لسان العرب : الجسد جسم الإنسان ، ولا يقال لغيره من الأجسام المتغذية ، ولا يقال لغير الإنسان جسد من خلق الأرض ، والجسد : البدن ، نقول منه تجسد كما تقول من الجسم تجسم .
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : وقد يقال للملائكة والجن جسد . غيره : وكل خلق لا يأكل ولا يشرب من الملائكة والجن مما يعقل فهو جسد . وكان عجل
بني إسرائيل جسدا يصيح لا يأكل ولا يشرب ، وكذا طبيعة الجن ، قال - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=88فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار ( 20 : 88 ) " جسدا " بدل من عجل ؛ لأن العجل هنا هو الجسد ، وإن شئت حملته على الحذف ؛ أي : ذا جسد ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148له خوار يجوز أن تكون الهاء راجعة إلى العجل ، وأن تكون راجعة إلى الجسد ، وجمعه أجساد ، وقال بعضهم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148عجلا جسدا قال : أحمر من ذهب ، وقال
أبو إسحاق في تفسير الآية : الجسد هو الذي لا يعقل ولا يميز إنما معنى الجسد معنى الجثة فقط ، وقال في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام ( 21 : 8 ) قال : جسد واحد يعني على جماعة ، قال ومعناه وما جعلناهم ذوي أجساد إلا ليأكلوا الطعام ، وذلك أنهم قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=7ما لهذا الرسول يأكل الطعام ( 25 : 7 ) فأعلموا أن
nindex.php?page=treesubj&link=31791الرسل أجمعين يأكلون الطعام وأنهم يموتون ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد وثعلب : العرب إذا جاءت بين كلامين بجحدين كان الكلام إخبارا ، ( قالا ) ومعنى الآية : إنما جعلناهم جسدا ليأكلوا ، ( قالا ) ومثله في الكلام : ما سمعت منك ، وما أقبل منك معناه إنما سمعت منك لأقبل منك ( قالا ) : وإن كان الجحد في أول الكلام كان الكلام مجحودا جحدا حقيقيا ( قالا ) وهو كقولك : ما زيد بخارج ، قال
الأزهري : جعل
الليث قول الله - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام كالملائكة ، ( قال ) وهو غلط ، ومعناه الإخبار ، كما قال النحويون : أي جعلناهم جسدا ليأكلوا الطعام ( قال ) : وهذا يدل على أن ذوي الأجساد
[ ص: 174 ] يأكلون الطعام ، وأن
nindex.php?page=treesubj&link=28734الملائكة روحانيون لا يأكلون الطعام ، وليسوا جسدا فإن ذوي الأجساد يأكلون الطعام . انتهى ، وقولهم : معناه الإخبار ؛ أي : الإثبات .
والخوار : صوت البقر ، وهو بضم أوله كأمثاله من أسماء الأصوات : رغاء الإبل ، وثغاء الغنم ، ويعار المعز ، ومواء الهر ، ونباح الكلب . . إلخ .
وعلم من القصة من سورة طه أن
السامري هو الذي أخذ منهم ما حملوه من أوزار زينة قوم
فرعون فألقاها في النار فصاغ لهم منه عجلا ؛ أي : تمثالا له صورة العجل وبدنه وصوته ، وإنما نسب ذلك هنا إليهم ؛ لأنه عمل رأي جمهورهم الذين طلبوا أن يكون لهم آلهة ، قال
الحافظ ابن كثير : وقد اختلف المفسرون في ذلك
nindex.php?page=treesubj&link=31927العجل هل صار لحما ودما له خوار أو استمر على كونه من ذهب إلا أنه يدخل فيه الهواء فيصوت كالبقر ؟ على قولين والله أعلم ا هـ .
روي القول الأول عن
قتادة ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
الضحاك أنه خار خورة واحدة ، ولم يثن ، فمن قال : إنه حلت فيه الحياة ؛ عللوه بأن
السامري رأى
جبريل حين جاوز
ببني إسرائيل البحر ، وفي وراية عند نزوله على
موسى ( - عليهما السلام - ) راكبا فرسا ما وطئ بها أرضا إلا حلت فيها الحياة واخضر النبات ، فأخذ من أثرها قبضة فنبذها في جوف تمثال العجل فصار حيا له خوار ، وفسروا بهذا ما حكاه الله - تعالى - عنه في سورة طه وسيأتي بيانه في تفسيرها ، ولكن قال بعض هؤلاء : إن خواره كان بتأثير دخول الريح في جوفه وخروجها من فيه ، كقول الآخرين الذين قالوا : إنه لم يكن حيا ، والروايات في حياته لا يصح منها شيء ، ولذلك وقف
الحافظ ابن كثير فلم يرجح أحد القولين على الآخر ، وفي تفسير القصة من سورة طه روايات كثيرة من خرافات الإسرائيليات ، فيها ضرب من الكذب والضلالات ، وسنعود إليها في تفسير سورة طه إن شاء الله وقدر لنا الحياة .
قال - تعالى - في بيان ضلالتهم وتقريعهم على جهالتهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا ؟ أي : ألم يروا أنه فاقد لما يعرف به الإله الحق ، وخاصة ما له من حق العبادة على الخلق بما يكلم به من يختاره منهم لرسالته ، ويعلمه ما يجب أن يعرفوه من صفاته وسبيل عبادته كما يكلم رب العالمين رسوله
موسى - عليه السلام - ، ويهديه سبيل الشريعة التي تتزكى بها أنفسهم ، وتقوم بها مصالحهم ، فعلم بهذا أن
nindex.php?page=treesubj&link=28743من شأن الرب الإله الحق أن يكون متكلما ، وأن يكلم عباده ، ويهديهم سبيل الرشاد باختصاصه من شاء منهم وإعداده لسماع كلامه ، وتلقي وحيه ، وتبليغ أحكامه ، وفي سورة طه :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=89أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ( 20 : 89 )
فالمراد بالقول : هداية الوحي ، والمعنى : أنه ليس له من صفات الرب الإله هداية الإرشاد التي مرجعها صفة الكلام ، ولا الضر والنفع اللذين هما متعلق صفتي القدرة والإرادة ، ثم قال - تعالى - :
[ ص: 175 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148اتخذوه وكانوا ظالمين أي : اتخذوه وهم يرون أنه لا يكلمهم بما فيه صلاحهم ، ولا يهديهم لما فيه رشادهم ، ولا يملك دفع الضر عنهم ، ولا إسداء النفع إليهم ؛ أي : إنهم لم يتخذوه عن دليل ولا شبه دليل ، بل عن تقليد لما رأوا عليه المصريين من عبادة العجل " أبيس " من قبل ، ولما رأوه من العاكفين على أصنام لهم من بعد ، وكانوا ظالمين لأنفسهم بهذا الاتخاذ الجهلي الذي يضرهم ولا ينفعهم بشيء .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149ولما سقط في أيديهم يقال : سقط في يده ، وأسقط في يده - بضم أولهما على البناء للمفعول - وكذا بفتح أول الثلاثي على قلة في اللغة ، وشذوذ في القراءة - أي : ندم ، ويقولون : فلان مسقوط في يده ، وساقط في يده أي : نادم - كما في الأساس - ولكنه فسره في الكشاف بشدة الندم والحسرة ، وجعله من باب الكناية ، وفي اللسان : وسقط في يد الرجل : زل وأخطأ ، وقيل : ندم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : يقال للرجل النادم على ما فعل الحسر على ما فرط منه : قد سقط في يده وأسقط وفي التنزيل العزيز
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149ولما سقط في أيديهم قال
الفارسي : ضربوا بأكفهم على أكفهم من الندم ، فإن صح ذلك فهو إذا من السقوط ، وقد قرئ " سقط في أيديهم " كأنه أضمر الندم ؛ أي : سقط الندم في أيديهم ، كما تقول لمن يحصل على شيء ، وإن كان مما لا يكون في اليد : قد حصل في يده من هذا مكروه ، فشبه ما يصل في القلب وفي النفس بما يحصل في اليد ، ويرى بالعين ا هـ . زاد
الواحدي في تفسيره : وخصت اليد ؛ لأن مباشرة الأمور بها كقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذلك بما قدمت يداك ( 22 : 10 ) أو لأن الندم يظهر أثره بعد حصوله في القلب في اليد بعضها ، والضرب بها على أختها ونحو ذلك ، فقد قال سبحانه في النادم :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42فأصبح يقلب كفيه ( 18 : 42 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=27ويوم يعض الظالم على يديه ( 25 : 27 ) وفي تاج العروس ، وفي العباب : هذا نظم لم يسمع قبل القرآن ، ولا عرفته العرب ، والأصل فيه نزول الشيء من أعلى إلى أسفل ، ووقوعه على الأرض ، ثم اتسع فيه فقيل للخطأ من الكلام سقط ؛ لأنهم شبهوه بما لا يحتاج إليه فيسقط ، وذكر اليد ؛ لأن الندم يحدث في القلب ، وأثره يظهر في اليد كقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها ولأن اليد هي الجارحة العظمى ، فربما يسند إليها ما لم تباشره كقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذلك بما قدمت يداك ا هـ .
والمعنى : أنهم لما اشتد ندمهم وحسرتهم على ما فعلوه
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149رأوا أنهم قد ضلوا أي : وعلموا أنهم قد ضلوا بعبادة العجل ، أو تبين لهم ضلالهم به ، وتحقق بما قاله وفعله
موسى حتى كأنهم رأوه رأي العين
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا أي : أقسموا إنه لا يسعهم بعد هذا الذنب إلا رحمة ربهم التي وسعت كل شيء ، قائلين : لئن لم يرحمنا بقبول توبتنا والتجاوز عن جريمتنا
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149لنكونن من الخاسرين لسعادة الدنيا ؛ وهي الحرية والاستقلال في أرض الموعد ، ولسعادة الآخرة ؛ وهي دار الكرامة والرضوان .
[ ص: 176 ] وقد بحث بعض الغواصين على نكت البلاغة في
nindex.php?page=treesubj&link=19718تقديم الندم في الذكر على تبين الضلالة ، مع أن المعروف في العادة أن يندم الإنسان على ما علم من ذنبه ، فقال القطب
الشيرازي ما معناه موضحا : إن الانتقال من الجزم بأن هذا الشيء أو الأمر حق إلى استبانة الجزم بضده أو نقيضه لا يكون دفعة واحدة في الأغلب ، بل الأغلب أنه ينتقل من الجزم بصحته أو حقيقته إلى الشك فيها ثم إلى الظن بالضد أو النقيض ، ثم إلى الجزم به ، ثم إلى تبينه واليقين فيه الذي يعبر عنه بالرؤية ، والقوم كانوا جازمين بأن ما فعلوه صواب ، والندم عليه ربما وقع لهم حال الشك فيه ، فيكون تبين الضلال متأخرا عن الندم ا هـ .
وأقول : جاء في سياق القصة المفصل من سورة طه أنه لما أنكر عليهم
هارون - عليه السلام - عبادة العجل ، وذكرهم بتوحيد الربوبية الدال على وجوب توحيد العبادة للرب وحده
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=91قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ( 20 : 91 ) فلما رجع
موسى وأنب
هارون ( قال ) فيما قاله له :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=92يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=93ألا تتبعني أفعصيت أمري ( 20 : 92 ، 93 ) لك (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=142اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ) ( 7 : 142 ) فعند تصريح
موسى بأنهم ضلوا ، ورؤيتهم ما كان من غضبه وإلقائه بالألواح حتى تكسرت ، وأخذه برأس أخيه
هارون ولحيته وجره إليه ندموا على ما فعلوا ، فإن كان هذا الندم عن تقليد وطاعة
لموسى لا عن علم يقيني بأن عملهم ضلال ، فالراجح أن يكون العلم القطعي المعبر عنه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149ورأوا أنهم قد ضلوا قد حصل بعد تحريق
موسى للعجل ، ونسفه في اليم .
فإن كان من قواعد النحو أن العطف بالواو لا يقتضي الترتيب ، فمن قواعد علم المعاني أن ما لا يجب الترتيب فيه بزمان ولا رتبة أن يقدم في سرده وفي نسقه الأهم ، فإن لم يكن تقديم الندم هنا لسبقه في الزمن فالأظهر أنه للمبالغة في استشعارهم استحقاق العقاب ، كأنه يقول : إنهم على ندمهم وتوبتهم التي من شأنها محو الذنب وترك العقاب ، وعلى كونهم صاروا على علم يقيني ببطلان عبادة العجل ، ووجوب تخصيص الرب بالعبادة - قالوا ذلك القول الدال على أن مجموع الأمرين لا يكفي لاستحقاق المغفرة إلا برحمة الله - تعالى - ، ومن المعلوم أن العلم بالضلال وحده لا يقتضي العفو والمغفرة إلا إذا ترتب عليه العمل بمقتضاه ؛ وهو التوبة ، والرجوع إلى الله - تعالى - بالعمل ، فإن
nindex.php?page=treesubj&link=32511_30365_30437الذين ضلوا على علم ولم يتوبوا ؛ أشد الناس عقابا - فعلم بذلك أن تقديم الندم أهم من العلم بالضلال ، وهذا من فضل الله الذي لم نره لأحد ، وقد علم منه وجه تقديم ذكر الرحمة على ذكر المغفرة وهو أنها سببها ، فإن التوبة ومعرفة الحق لا يكفيان للمغفرة بدونها ، ولا غرو فقد ورد في الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=920008سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لن يدخل أحدا عمله الجنة " قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة فسددوا وقاربوا " إلى آخر الحديث
[ ص: 177 ] وفي
مسلم من حديث
جابر "
nindex.php?page=hadith&LINKID=920009لا يدخل أحدا منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار ، ولا أنا إلا برحمة من الله " وأمثل الأجوبة في الجمع بين الحديث وبين الآيات الكثرة الصريحة في
nindex.php?page=treesubj&link=30404_30394دخول الجنة بالعمل أن ذلك بفضل الله ورحمته ، فإن عمل أي عامل لا يستحق عليه لذاته ذلك النعيم الكامل الدائم ، بل لا يفي عمل أحد ببعض نعم الله - تعالى - عليه في الدنيا . وأما قولهم : إن دخول الجنة بالرحمة واقتسامها بالأعمال فهو لا يدفع التعارض بين الآيات والحديث فإن منها
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ( 16 : 32 ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148nindex.php?page=treesubj&link=28978_31927وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [ ص: 173 ] ( قِصَّةُ
nindex.php?page=treesubj&link=31927اتِّخَاذِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِلْعِجْلِ )
فِي أَثْنَاءِ مُنَاجَاةِ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لِرَبِّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي
جَبَلِ الطُّورِ ، اتَّخَذَ قَوْمُهُ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ عِجْلًا مَصُوغًا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَعَبَدُوهُ مَنْ دُونِ اللَّهِ - تَعَالَى - ، لَمَّا كَانَ رُسِخَ فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ فَخَامَةِ مَظَاهِرِ الْوَثَنِيَّةِ الْفِرْعَوْنِيَّةِ فِي
مِصْرَ ، ذُكِرَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ هُنَا مَعْطُوفَةً عَلَى مَا قَبْلَهَا مِنْ خَبَرِ الْمُنَاجَاةِ وَأَلْوَاحِ الشَّرِيعَةِ لِمَا بَيْنَ السِّيَاقَيْنِ مِنَ الْعَلَاقَةِ وَالِاشْتِرَاكِ فِي الزَّمَنِ ، وَقَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ الْحُلِيُّ بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ جَمْعِ حَلْيٍ بِالْفَتْحِ وَالتَّخْفِيفِ فَهُوَ كَثُدِيٍّ جَمْعًا لِثَدْيٍ ، وَهَذَا الْحُلِيُّ اسْتَعَارَهُ نِسَاءُ
بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ نِسَاءِ الْمِصْرِيِّينَ قَبْلَ خُرُوجِهِمْ مِنْ
مِصْرَ فَمَلَكُوهُ بِإِذْنِ اللَّهِ - تَعَالَى - ، وَالْعِجْلُ وَلَدُ الْبَقَرَةِ سَوَاءٌ كَانَتْ مِنَ الْعِرَابِ أَوِ الْجَوَامِيسِ ، فَهُوَ كَالْحُوَارِ لِوَلَدِ النَّاقَةِ ، وَالْمُهْرِ لِوَلَدِ الْفَرَسِ ، وَالْحَمَلِ لِوَلَدِ الشَّاةِ ، وَالْجَدْيِ لِوَلَدِ الْعَنْزِ ، إِلَخْ ، وَالْجَسَدُ الْجُثَّةُ وَبَدَنُ الْإِنْسَانِ حَقِيقَةً ، وَيُطْلَقُ عَلَى غَيْرِهِ مَجَازًا ، وَالْأَحْمَرُ كَالذَّهَبِ وَالزَّعْفَرَانِ وَالدَّمِ الْجَافِّ ، قَالَ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ : الْجَسَدُ جِسْمُ الْإِنْسَانِ ، وَلَا يُقَالُ لِغَيْرِهِ مِنَ الْأَجْسَامِ الْمُتَغَذِّيَةِ ، وَلَا يُقَالُ لِغَيْرِ الْإِنْسَانِ جَسَدٌ مِنْ خَلْقِ الْأَرْضِ ، وَالْجَسَدُ : الْبَدَنُ ، نَقُولُ مِنْهُ تَجَسَّدَ كَمَا تَقُولُ مِنَ الْجِسْمِ تَجَسَّمَ .
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ : وَقَدْ يُقَالُ لِلْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ جَسَدٌ . غَيْرُهُ : وَكُلُّ خَلْقٍ لَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ مِمَّا يَعْقِلُ فَهُوَ جَسَدٌ . وَكَانَ عِجْلُ
بَنِي إِسْرَائِيلَ جَسَدًا يَصِيحُ لَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ ، وَكَذَا طَبِيعَةُ الْجِنِّ ، قَالَ - عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=88فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ ( 20 : 88 ) " جَسَدًا " بَدَلٌ مِنْ عِجْلٍ ؛ لِأَنَّ الْعِجْلَ هُنَا هُوَ الْجَسَدُ ، وَإِنْ شِئْتَ حَمَلْتَهُ عَلَى الْحَذْفِ ؛ أَيْ : ذَا جَسَدٍ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148لَهُ خُوَارٌ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْهَاءُ رَاجِعَةً إِلَى الْعِجْلِ ، وَأَنْ تَكُونَ رَاجِعَةً إِلَى الْجَسَدِ ، وَجَمْعُهُ أَجْسَادٌ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148عِجْلًا جَسَدًا قَالَ : أَحْمَرُ مَنْ ذَهَبٍ ، وَقَالَ
أَبُو إِسْحَاقَ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ : الْجَسَدُ هُوَ الَّذِي لَا يَعْقِلُ وَلَا يُمَيِّزُ إِنَّمَا مَعْنَى الْجَسَدِ مَعْنَى الْجُثَّةِ فَقَطْ ، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ( 21 : 8 ) قَالَ : جَسَدٌ وَاحِدٌ يَعْنِي عَلَى جَمَاعَةٍ ، قَالَ وَمَعْنَاهُ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ ذَوِي أَجْسَادٍ إِلَّا لِيَأْكُلُوا الطَّعَامَ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=7مَا لِهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ ( 25 : 7 ) فَأُعْلِمُوا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31791الرُّسُلَ أَجْمَعِينَ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَأَنَّهُمْ يَمُوتُونَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبِرِّدُ وَثَعْلَبٌ : الْعَرَبُ إِذَا جَاءَتْ بَيْنَ كَلَامَيْنِ بِجَحْدَيْنِ كَانَ الْكَلَامُ إِخْبَارًا ، ( قَالَا ) وَمَعْنَى الْآيَةِ : إِنَّمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لِيَأْكُلُوا ، ( قَالَا ) وَمِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ : مَا سَمِعْتُ مِنْكَ ، وَمَا أَقْبَلُ مِنْكَ مَعْنَاهُ إِنَّمَا سَمِعْتُ مِنْكَ لِأَقْبَلُ مِنْكَ ( قَالَا ) : وَإِنْ كَانَ الْجَحْدُ فِي أَوَّلِ الْكَلَامِ كَانَ الْكَلَامُ مَجْحُودًا جَحْدًا حَقِيقِيًّا ( قَالَا ) وَهُوَ كَقَوْلِكَ : مَا زِيدٌ بِخَارِجٍ ، قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : جَعَلَ
اللَّيْثُ قَوْلَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ كَالْمَلَائِكَةِ ، ( قَالَ ) وَهُوَ غَلَطٌ ، وَمَعْنَاهُ الْإِخْبَارُ ، كَمَا قَالَ النَّحْوِيُّونَ : أَيْ جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لِيَأْكُلُوا الطَّعَامَ ( قَالَ ) : وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَوِي الْأَجْسَادِ
[ ص: 174 ] يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ، وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28734الْمَلَائِكَةَ رُوحَانِيُّونَ لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ، وَلَيْسُوا جَسَدًا فَإِنَّ ذَوِي الْأَجْسَادِ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ . انْتَهَى ، وَقَوْلُهُمْ : مَعْنَاهُ الْإِخْبَارُ ؛ أَيِ : الْإِثْبَاتُ .
وَالْخُوَارُ : صَوْتُ الْبَقَرِ ، وَهُوَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ كَأَمْثَالِهِ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَصْوَاتِ : رُغَاءُ الْإِبِلِ ، وَثُغَاءُ الْغَنَمِ ، وَيُعَارُ الْمَعْزِ ، وَمُوَاءُ الْهِرِّ ، وَنُبَاحُ الْكَلْبِ . . إِلَخْ .
وَعُلِمَ مِنَ الْقِصَّةِ مِنْ سُورَةِ طَه أَنَّ
السَّامِرِيَّ هُوَ الَّذِي أَخَذَ مِنْهُمْ مَا حَمَلُوهُ مِنْ أَوْزَارِ زِينَةِ قَوْمِ
فِرْعَوْنَ فَأَلْقَاهَا فِي النَّارِ فَصَاغَ لَهُمْ مِنْهُ عِجْلًا ؛ أَيْ : تِمْثَالًا لَهُ صُورَةُ الْعِجْلِ وَبَدَنُهُ وَصَوْتُهُ ، وَإِنَّمَا نُسِبَ ذَلِكَ هُنَا إِلَيْهِمْ ؛ لِأَنَّهُ عَمِلَ رَأْيُ جُمْهُورِهِمُ الَّذِينَ طَلَبُوا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ آلِهَةٌ ، قَالَ
الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ : وَقَدِ اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي ذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=31927الْعِجْلِ هَلْ صَارَ لَحْمًا وَدَمًا لَهُ خُوَارٌ أَوِ اسْتَمَرَّ عَلَى كَوْنِهِ مَنْ ذَهَبٍ إِلَّا أَنَّهُ يَدْخُلُ فِيهِ الْهَوَاءُ فَيُصَوِّتُ كَالْبَقَرِ ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ا هـ .
رُوِيَ الْقَوْلُ الْأَوَّلُ عَنْ
قَتَادَةَ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ أَنَّهُ خَارَ خَوْرَةً وَاحِدَةً ، وَلَمْ يُثَنِّ ، فَمَنْ قَالَ : إِنَّهُ حَلَّتْ فِيهِ الْحَيَاةُ ؛ عَلِّلُوهُ بِأَنَّ
السَّامِرِيَّ رَأَى
جِبْرِيلَ حِينَ جَاوَزَ
بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ ، وَفِي وَرَايَةٍ عِنْدَ نُزُولِهِ عَلَى
مُوسَى ( - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - ) رَاكِبًا فَرَسًا مَا وَطِئَ بِهَا أَرْضًا إِلَّا حَلَّتْ فِيهَا الْحَيَاةُ وَاخْضَرَّ النَّبَاتُ ، فَأَخَذَ مِنْ أَثَرِهَا قَبْضَةً فَنَبَذَهَا فِي جَوْفِ تِمْثَالِ الْعِجْلِ فَصَارَ حَيًّا لَهُ خُوَارٌ ، وَفَسَّرُوا بِهَذَا مَا حَكَاهُ اللَّهُ - تَعَالَى - عَنْهُ فِي سُورَةِ طَه وَسَيَأْتِي بَيَانُهُ فِي تَفْسِيرِهَا ، وَلَكِنْ قَالَ بَعْضُ هَؤُلَاءِ : إِنَّ خُوَارَهُ كَانَ بِتَأْثِيرِ دُخُولِ الرِّيحِ فِي جَوْفِهِ وَخُرُوجِهَا مِنْ فِيهِ ، كَقَوْلِ الْآخَرِينَ الَّذِينَ قَالُوا : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ حَيًّا ، وَالرِّوَايَاتُ فِي حَيَاتِهِ لَا يَصِحُّ مِنْهَا شَيْءٌ ، وَلِذَلِكَ وَقَفَ
الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ فَلَمْ يُرَجِّحْ أَحَدَ الْقَوْلَيْنِ عَلَى الْآخَرِ ، وَفِي تَفْسِيرِ الْقِصَّةِ مِنْ سُورَةِ طَه رِوَايَاتٌ كَثِيرَةٌ مِنْ خُرَافَاتِ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ ، فِيهَا ضَرْبٌ مِنَ الْكَذِبِ وَالضَّلَالَاتِ ، وَسَنَعُودُ إِلَيْهَا فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ طَه إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَقُدِّرَ لَنَا الْحَيَاةُ .
قَالَ - تَعَالَى - فِي بَيَانِ ضَلَالَتِهِمْ وَتَقْرِيعِهِمْ عَلَى جَهَالَتِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ؟ أَيْ : أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ فَاقِدٌ لِمَا يُعْرَفُ بِهِ الْإِلَهُ الْحَقُّ ، وَخَاصَّةً مَا لَهُ مَنْ حَقِّ الْعِبَادَةِ عَلَى الْخَلْقِ بِمَا يُكَلِّمُ بِهِ مَنْ يَخْتَارُهُ مِنْهُمْ لِرِسَالَتِهِ ، وَيُعَلِّمُهُ مَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفُوهُ مِنْ صِفَاتِهِ وَسَبِيلِ عِبَادَتِهِ كَمَا يُكَلِّمُ رَبُّ الْعَالَمِينَ رَسُولَهُ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، وَيَهْدِيهِ سَبِيلَ الشَّرِيعَةِ الَّتِي تَتَزَكَّى بِهَا أَنْفُسُهُمْ ، وَتَقُومُ بِهَا مَصَالِحُهُمْ ، فَعُلِمَ بِهَذَا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28743مِنْ شَأْنِ الرَّبِّ الْإِلَهِ الْحَقِّ أَنْ يَكُونَ مُتَكَلِّمًا ، وَأَنْ يُكَلِّمَ عِبَادَهُ ، وَيَهْدِيَهُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ بِاخْتِصَاصِهِ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ وَإِعْدَادِهِ لِسَمَاعِ كَلَامِهِ ، وَتَلَقِّي وَحْيِهِ ، وَتَبْلِيغِ أَحْكَامِهِ ، وَفِي سُورَةِ طَه :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=89أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يُرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ( 20 : 89 )
فَالْمُرَادُ بِالْقَوْلِ : هِدَايَةُ الْوَحْيِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِفَاتِ الرَّبِّ الْإِلَهِ هِدَايَةُ الْإِرْشَادِ الَّتِي مَرْجَعُهَا صِفَةُ الْكَلَامِ ، وَلَا الضَّرُّ وَالنَّفْعُ اللَّذَيْنِ هُمَا مُتَعَلِّقُ صِفَتَيِ الْقُدْرَةِ وَالْإِرَادَةِ ، ثُمَّ قَالَ - تَعَالَى - :
[ ص: 175 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ أَيِ : اتَّخَذُوهُ وَهُمْ يَرَوْنَ أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ بِمَا فِيهِ صَلَاحُهُمْ ، وَلَا يَهْدِيهِمْ لِمَا فِيهِ رَشَادُهُمْ ، وَلَا يَمْلِكُ دَفْعَ الضُّرِّ عَنْهُمْ ، وَلَا إِسْدَاءَ النَّفْعِ إِلَيْهِمْ ؛ أَيْ : إِنَّهُمْ لَمْ يَتَّخِذُوهُ عَنْ دَلِيلٍ وَلَا شِبْهِ دَلِيلٍ ، بَلْ عَنْ تَقْلِيدٍ لِمَا رَأَوْا عَلَيْهِ الْمِصْرِيِّينَ مِنْ عِبَادَةِ الْعِجْلِ " أَبِيسَ " مِنْ قَبْلُ ، وَلِمَا رَأَوْهُ مِنَ الْعَاكِفِينَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ مِنْ بَعْدُ ، وَكَانُوا ظَالِمِينَ لِأَنْفُسِهِمْ بِهَذَا الِاتِّخَاذِ الْجَهْلِيِّ الَّذِي يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ بِشَيْءٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ يُقَالُ : سُقِطَ فِي يَدِهِ ، وَأُسْقِطَ فِي يَدِهِ - بِضَمِّ أَوَّلِهِمَا عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ - وَكَذَا بِفَتْحِ أَوَّلِ الثُّلَاثِيِّ عَلَى قِلَّةٍ فِي اللُّغَةِ ، وَشُذُوذٍ فِي الْقِرَاءَةِ - أَيْ : نَدِمَ ، وَيَقُولُونَ : فُلَانٌ مَسْقُوطٌ فِي يَدِهِ ، وَسَاقِطٌ فِي يَدِهِ أَيْ : نَادِمٌ - كَمَا فِي الْأَسَاسِ - وَلَكِنَّهُ فَسَّرَهُ فِي الْكَشَّافِ بِشِدَّةِ النَّدَمِ وَالْحَسْرَةِ ، وَجَعَلَهُ مِنْ بَابِ الْكِنَايَةِ ، وَفِي اللِّسَانِ : وَسُقِطَ فِي يَدِ الرَّجُلِ : زَلَّ وَأَخْطَأَ ، وَقِيلَ : نَدِمَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : يُقَالُ لِلرَّجُلِ النَّادِمِ عَلَى مَا فَعَلَ الْحَسِرِ عَلَى مَا فَرَطَ مِنْهُ : قَدْ سُقِطَ فِي يَدِهِ وَأُسْقِطَ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ قَالَ
الْفَارِسِيُّ : ضَرَبُوا بِأَكُفِّهِمْ عَلَى أَكُفِّهِمْ مِنَ النَّدَمِ ، فَإِنْ صَحَّ ذَلِكَ فَهُوَ إِذًا مِنَ السُّقُوطِ ، وَقَدْ قُرِئَ " سَقَطَ فِي أَيْدِيهِمْ " كَأَنَّهُ أَضْمَرَ النَّدَمَ ؛ أَيْ : سَقَطَ النَّدَمُ فِي أَيْدِيهِمْ ، كَمَا تَقُولُ لِمَنْ يَحْصُلُ عَلَى شَيْءٍ ، وَإِنْ كَانَ مِمَّا لَا يَكُونُ فِي الْيَدِ : قَدْ حَصَلَ فِي يَدِهِ مِنْ هَذَا مَكْرُوهٌ ، فَشَبَّهَ مَا يَصِلُ فِي الْقَلْبِ وَفِي النَّفْسِ بِمَا يَحْصُلُ فِي الْيَدِ ، وَيُرَى بِالْعَيْنِ ا هـ . زَادَ
الْوَاحِدِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ : وَخُصَّتِ الْيَدُ ؛ لِأَنَّ مُبَاشَرَةَ الْأُمُورِ بِهَا كَقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ ( 22 : 10 ) أَوْ لِأَنَّ النَّدَمَ يَظْهَرُ أَثَرُهُ بَعْدَ حُصُولِهِ فِي الْقَلْبِ فِي الْيَدِ بَعَضِّهَا ، وَالضَّرْبِ بِهَا عَلَى أُخْتِهَا وَنَحْوَ ذَلِكَ ، فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ فِي النَّادِمِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ ( 18 : 42 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=27وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ( 25 : 27 ) وَفِي تَاجِ الْعَرُوسِ ، وَفِي الْعُبَابِ : هَذَا نَظْمٌ لَمْ يُسْمَعْ قَبْلَ الْقُرْآنِ ، وَلَا عَرَفَتْهُ الْعَرَبُ ، وَالْأَصْلُ فِيهِ نُزُولُ الشَّيْءِ مِنْ أَعْلَى إِلَى أَسْفَلَ ، وَوُقُوعُهُ عَلَى الْأَرْضِ ، ثُمَّ اتَّسَعَ فِيهِ فَقِيلَ لِلْخَطَأِ مِنَ الْكَلَامِ سَقْطٌ ؛ لِأَنَّهُمْ شَبَّهُوهُ بِمَا لَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فَيَسْقُطُ ، وَذَكَرَ الْيَدَ ؛ لِأَنَّ النَّدَمَ يَحْدُثُ فِي الْقَلْبِ ، وَأَثَرُهُ يَظْهَرُ فِي الْيَدِ كَقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَلِأَنَّ الْيَدَ هِيَ الْجَارِحَةُ الْعُظْمَى ، فَرُبَّمَا يُسْنَدُ إِلَيْهَا مَا لَمْ تُبَاشِرْهُ كَقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ ا هـ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ لَمَّا اشْتَدَّ نَدَمُهُمْ وَحَسْرَتُهُمْ عَلَى مَا فَعَلُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا أَيْ : وَعَلِمُوا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا بِعِبَادَةِ الْعِجْلِ ، أَوْ تَبَيَّنَ لَهُمْ ضَلَالُهُمْ بِهِ ، وَتَحَقَّقَ بِمَا قَالَهُ وَفَعَلَهُ
مُوسَى حَتَّى كَأَنَّهُمْ رَأَوْهُ رَأْيَ الْعَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا أَيْ : أَقْسَمُوا إِنَّهُ لَا يَسَعُهُمْ بَعْدَ هَذَا الذَّنْبِ إِلَّا رَحْمَةُ رَبِّهِمُ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، قَائِلِينَ : لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا بِقَبُولِ تَوْبَتِنَا وَالتَّجَاوُزِ عَنْ جَرِيمَتِنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ لِسَعَادَةِ الدُّنْيَا ؛ وَهِيَ الْحُرِّيَّةُ وَالِاسْتِقْلَالُ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ ، وَلِسَعَادَةِ الْآخِرَةِ ؛ وَهِيَ دَارُ الْكَرَامَةِ وَالرِّضْوَانِ .
[ ص: 176 ] وَقَدْ بَحَثَ بَعْضُ الْغَوَّاصِينَ عَلَى نُكَتِ الْبَلَاغَةِ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=19718تَقْدِيمِ النَّدَمِ فِي الذِّكْرِ عَلَى تَبَيُّنِ الضَّلَالَةِ ، مَعَ أَنَّ الْمَعْرُوفَ فِي الْعَادَةِ أَنْ يَنْدَمَ الْإِنْسَانُ عَلَى مَا عَلِمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، فَقَالَ الْقُطْبُ
الشِّيرَازِيُّ مَا مَعْنَاهُ مُوَضِّحًا : إِنَّ الِانْتِقَالَ مِنَ الْجَزْمِ بِأَنَّ هَذَا الشَّيْءَ أَوِ الْأَمْرَ حَقٌّ إِلَى اسْتِبَانَةِ الْجَزْمِ بِضِدِّهِ أَوْ نَقِيضِهِ لَا يَكُونُ دُفْعَةً وَاحِدَةً فِي الْأَغْلَبِ ، بَلِ الْأَغْلَبُ أَنَّهُ يَنْتَقِلُ مِنَ الْجَزْمِ بِصِحَّتِهِ أَوْ حَقِيقَتِهِ إِلَى الشَّكِّ فِيهَا ثُمَّ إِلَى الظَّنِّ بِالضِّدِّ أَوِ النَّقِيضِ ، ثُمَّ إِلَى الْجَزْمِ بِهِ ، ثُمَّ إِلَى تَبَيُّنِهِ وَالْيَقِينِ فِيهِ الَّذِي يُعَبَّرُ عَنْهُ بِالرُّؤْيَةِ ، وَالْقَوْمُ كَانُوا جَازِمِينَ بِأَنَّ مَا فَعَلُوهُ صَوَابٌ ، وَالنَّدَمُ عَلَيْهِ رُبَّمَا وَقَعَ لَهُمْ حَالَ الشَّكِّ فِيهِ ، فَيَكُونُ تَبَيُّنُ الضَّلَالِ مُتَأَخِّرًا عَنِ النَّدَمِ ا هـ .
وَأَقُولُ : جَاءَ فِي سِيَاقِ الْقِصَّةِ الْمُفَصَّلِ مِنْ سُورَةِ طَه أَنَّهُ لَمَّا أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ
هَارُونُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عِبَادَةَ الْعِجْلِ ، وَذَكَّرَهُمْ بِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ الدَّالِّ عَلَى وُجُوبِ تَوْحِيدِ الْعِبَادَةِ لِلرَّبِّ وَحْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=91قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ( 20 : 91 ) فَلَمَّا رَجَعَ
مُوسَى وَأَنَّبَ
هَارُونَ ( قَالَ ) فِيمَا قَالَهُ لَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=92يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=93أَلَّا تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ( 20 : 92 ، 93 ) لَكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=142اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) ( 7 : 142 ) فَعِنْدَ تَصْرِيحِ
مُوسَى بِأَنَّهُمْ ضَلُّوا ، وَرُؤْيَتِهِمْ مَا كَانَ مِنْ غَضَبِهِ وَإِلْقَائِهِ بِالْأَلْوَاحِ حَتَّى تَكَسَّرَتْ ، وَأَخْذِهِ بِرَأْسِ أَخِيهِ
هَارُونَ وَلِحْيَتِهِ وَجَرِّهِ إِلَيْهِ نَدِمُوا عَلَى مَا فَعَلُوا ، فَإِنْ كَانَ هَذَا النَّدَمُ عَنْ تَقْلِيدٍ وَطَاعَةٍ
لِمُوسَى لَا عَنْ عِلْمٍ يَقِينِيٍّ بِأَنَّ عَمَلَهُمْ ضَلَالٌ ، فَالرَّاجِحُ أَنْ يَكُونَ الْعِلْمُ الْقَطْعِيُّ الْمُعَبَّرُ عَنْهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=149وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَدْ حَصَلَ بَعْدَ تَحْرِيقِ
مُوسَى لِلْعِجْلِ ، وَنَسْفِهِ فِي الْيَمِّ .
فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوَاعِدِ النَّحْوِ أَنَّ الْعَطْفَ بِالْوَاوِ لَا يَقْتَضِي التَّرْتِيبَ ، فَمِنْ قَوَاعِدِ عِلْمِ الْمَعَانِي أَنَّ مَا لَا يَجِبُ التَّرْتِيبُ فِيهِ بِزَمَانٍ وَلَا رُتْبَةٍ أَنْ يُقَدَّمَ فِي سَرْدِهِ وَفِي نَسَقِهِ الْأَهَمُّ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ تَقْدِيمُ النَّدَمِ هُنَا لِسَبْقِهِ فِي الزَّمَنِ فَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ لِلْمُبَالَغَةِ فِي اسْتِشْعَارِهِمُ اسْتِحْقَاقَ الْعِقَابِ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ : إِنَّهُمْ عَلَى نَدَمِهِمْ وَتَوْبَتِهِمُ الَّتِي مِنْ شَأْنِهَا مَحْوُ الذَّنْبِ وَتَرْكُ الْعِقَابِ ، وَعَلَى كَوْنِهِمْ صَارُوا عَلَى عِلْمٍ يَقِينِيٍّ بِبُطْلَانِ عِبَادَةِ الْعِجْلِ ، وَوُجُوبِ تَخْصِيصِ الرَّبِّ بِالْعِبَادَةِ - قَالُوا ذَلِكَ الْقَوْلَ الدَّالَّ عَلَى أَنَّ مَجْمُوعَ الْأَمْرَيْنِ لَا يَكْفِي لِاسْتِحْقَاقِ الْمَغْفِرَةِ إِلَّا بِرَحْمَةِ اللَّهِ - تَعَالَى - ، وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ الْعِلْمَ بِالضَّلَالِ وَحْدَهُ لَا يَقْتَضِي الْعَفْوَ وَالْمَغْفِرَةَ إِلَّا إِذَا تَرَتَّبَ عَلَيْهِ الْعَمَلُ بِمُقْتَضَاهُ ؛ وَهُوَ التَّوْبَةُ ، وَالرُّجُوعُ إِلَى اللَّهِ - تَعَالَى - بِالْعَمَلِ ، فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32511_30365_30437الَّذِينَ ضَلُّوا عَلَى عِلْمٍ وَلَمْ يَتُوبُوا ؛ أَشَدُّ النَّاسِ عِقَابًا - فَعُلِمَ بِذَلِكَ أَنَّ تَقْدِيمَ النَّدَمِ أَهَمُّ مِنَ الْعِلْمِ بِالضَّلَالِ ، وَهَذَا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ الَّذِي لَمْ نَرَهُ لِأَحَدٍ ، وَقَدْ عُلِمَ مِنْهُ وَجْهُ تَقْدِيمِ ذِكْرِ الرَّحْمَةِ عَلَى ذِكْرِ الْمَغْفِرَةِ وَهُوَ أَنَّهَا سَبَبُهَا ، فَإِنَّ التَّوْبَةَ وَمَعْرِفَةُ الْحَقِّ لَا يَكْفِيَانِ لِلْمَغْفِرَةِ بِدُونِهَا ، وَلَا غَرْوَ فَقَدْ وَرَدَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=920008سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : " لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ " قَالُوا : وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا " إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ
[ ص: 177 ] وَفِي
مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ
جَابِرٍ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=920009لَا يُدْخِلُ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ وَلَا يُجِيرُهُ مِنَ النَّارِ ، وَلَا أَنَا إِلَّا بِرَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ " وَأَمْثَلُ الْأَجْوِبَةِ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْحَدِيثِ وَبَيْنَ الْآيَاتِ الْكَثْرَةُ الصَّرِيحَةُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=30404_30394دُخُولِ الْجَنَّةِ بِالْعَمَلِ أَنَّ ذَلِكَ بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ ، فَإِنَّ عَمَلَ أَيُّ عَامِلٍ لَا يَسْتَحِقُّ عَلَيْهِ لِذَاتِهِ ذَلِكَ النَّعِيمِ الْكَامِلِ الدَّائِمِ ، بَلْ لَا يَفِي عَمَلُ أَحَدٍ بِبَعْضِ نِعَمِ اللَّهِ - تَعَالَى - عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا . وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : إِنَّ دُخُولَ الْجَنَّةِ بِالرَّحْمَةِ وَاقْتِسَامَهَا بِالْأَعْمَالِ فَهُوَ لَا يَدْفَعُ التَّعَارُضَ بَيْنَ الْآيَاتِ وَالْحَدِيثِ فَإِنَّ مِنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( 16 : 32 ) .