الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      صفحة جزء
      ( والنذر ) ; أي ومن أنواع العبادة النذر لله عز وجل ، قال الله تبارك وتعالى : ( ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم ) وقال تعالى : ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ) ( الإنسان : 7 ) وقال تعالى : ( وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه ) ( البقرة : 270 ) الآية . وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه " رواه الجماعة إلا مسلما . وعن عمر رضي الله عنه قال : نذرت نذرا في الجاهلية [ ص: 455 ] فسألت النبي صلى الله عليه وسلم بعدما أسلمت فأمرني أن أوفي بنذري . رواه ابن ماجه . وقال البخاري رحمه الله تعالى : باب إثم من لا يفي بالنذر ، وذكر حديث عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " قال عمران لا أدري ذكر اثنتين أو ثلاثا بعد قرنه ، " ثم يجيىء قوم ينذرون ولا يوفون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، ويشهدون ولا يستشهدون ، ويظهر فيهم السمن " . وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر قال : يا رسول الله ، إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام . قال : " أوف بنذرك " وهو في الصحيح أيضا . ولعله هو النذر الذي في رواية ابن ماجه مبهما ، فسرته رواية الصحيح . وفي حديث الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : إن أختي نذرت أن تحج وإنها ماتت . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لو كان عليها دين أكنت قاضيه ؟ قال : نعم . قال : " فاقض الله فالله أحق بالقضاء " . وغير ذلك من أحاديث الأمر بوفاء النذر عن النبي صلى الله عليه وسلم .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية