الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      153- وقال: (حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) لأنه يقول: "بيني وبينك رضاعة ورضاع" وتقول: "اللؤم والرضاعة" وهي في كل شيء مفتوحة. وبعض بني تميم يكسرها إذا كانت في الارتضاع يقول: "الرضاعة".

                                                                                                                                                                                                                      وقال: (لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة) رفع على الخبر يقول: "هكذا في الحكم أنه لا تضار والدة بولدها"

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 189 ] يقول: "ينبغي"؛ فلما حذف "ينبغي" وصار "تضار" في موضعه صار على لفظه.

                                                                                                                                                                                                                      ومثله: (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا) [234] فخبر: (والذين يتوفون) : (يتربصن) [234] بعد موتهم".

                                                                                                                                                                                                                      ولم يذكر؛ "بعد موتهم" كما يحذف بعض الكلام يقول: "ينبغي لهن أن يتربصن" فلما حذف "ينبغي" وقع "يتربصن" موقعها. قال الشاعر:

                                                                                                                                                                                                                      (154) على الحكم المأتي يوما إذا قضى قضيته أن لا يجور ويقصد

                                                                                                                                                                                                                      فرفع "ويقصد" على قوله: "وينبغي". ومن جعل: (لا تضار) على النهي قال: (لا تضار) على النصب وهذا في لغة من لم يضعف فأما من ضعف فإنه يقول: (لا تضارر) إذا أراد النهي لأن لام الفعل ساكنة إذا قلت "لا تفاعل" وأنت تنهى. إلا أن "تضار" ها هنا غير مضعفة؛ لأنه ليس في الكتاب إلا راء واحدة.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية