الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ثم أتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا

                                                                                                                                                                                                بين السدين : بين الجبلين، وهما جبلان سد ذو القرنين مما بينهما، قرئ : بالضم والفتح، وقيل: ما كان من خلق الله تعالى فهو مضموم، وما كان من عمل العباد فهو مفتوح; لأن السد بالضم فعل بمعنى: مفعول، أي: هو مما فعله الله تعالى وخلقه، والسد بالفتح: مصدر حدث يحدثه الناس، وانتصب "بين": على أنه مفعول به مبلوغ، كما انجر على الإضافة في قوله: هذا فراق بيني وبينك ، وكما ارتفع في قوله: لقد تقطع بينكم ; لأنه من الظروف التي تستعمل أسماء وظروفا، وهذا المكان في منقطع أرض الترك مما يلي المشرق، من دونهما قوما : هم الترك لا يكادون يفقهون قولا : لا يكادون يفهمونه إلا بجهد ومشقة من إشارة، ونحوها كما يفهم البكم، وقرئ : "يفقهون" أي: لا يفهمون السامع كلامهم ولا يبينونه، لأن لغتهم غريبة مجهولة.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية