الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أمره من تطهيرهم بما يعيدهم إلى ما كانوا عليه قبل الذنب، عطف على قوله خذ قوله تحذيرا لهم من مثل ما وقعوا فيه: وقل اعملوا أي بعد طهارتكم فسيرى الله أي الذي له الإحاطة الكاملة عملكم أي بما له من إحاطة العلم والقدرة فاعملوا عمل من [ ص: 14 ] يعلم أنه بعين الله ورسوله أي: بإعلام الله له. ولما كان هذا القسم من المؤمنين فكانت أعمالهم خفاء فيها، قال: والمؤمنون فزينوا أعمالكم جهدكم وأخلصوا، وفي الأحاديث: « لو أن رجلا عمل في صخرة لا باب لها لأظهر الله عمله للناس كائنا ما كان ».

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان هذا السياق للمؤمنين حذف منه "ثم" لكنه لما كان للمذنبين أكد بالسين فقال: وستردون أي: بوعد لا خلف فيه إلى عالم الغيب والشهادة أي: بعد الموت والبعث فينبئكم أي: بعلمه بكل شيء بما كنتم تعملون أي: ما أظهرتم عمله وما كان في غرائزكم، فلو تأخرتم تطهرتم، يجاريكم على حسنة ويزيد من فضله، وعلى سيئة عدلا إن شاء ولا يظلم مثقال ذرة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية