الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم

                                                                                                                                                                                                                                      والسابقون الأولون من المهاجرين بيان لفضائل أشراف المسلمين إثر بيان فضيلة طائفة منهم، والمراد بهم: الذين صلوا إلى القبلتين، أو الذين شهدوا بدرا، أو الذين أسلموا قبل الهجرة والأنصار أهل بيعة العقبة الأولى وكانوا سبعة نفر، وأهل بيعة العقبة الثانية، وكانوا سبعين رجلا، والذي آمنوا حين قدم عليهم أبو زرارة مصعب بن عمير، وقرئ بالرفع عطفا على و"السابقون".

                                                                                                                                                                                                                                      والذين اتبعوهم بإحسان أي: ملتبسين به، والمراد به: كل خصلة حسنة، وهم اللاحقون بالسابقين من الفريقين على أن (من) تبعيضية، أو الذين اتبعوهم بالإيمان والطاعة إلى يوم القيامة، فالمراد بـ"السابقين" جميع المهاجرين والأنصار ومن بيانية رضي الله عنهم خبر للمبتدأ، أي: رضي الله عنهم بقبول طاعتهم وارتضاء أعمالهم ورضوا عنه بما نالوه من رضاه المستتبع لجميع المطالب طرا وأعد لهم في الآخرة جنات تجري تحتها الأنهار وقرئ (من تحتها) كما في سائر المواقع خالدين فيها أبدا من غير انتهاء ذلك الفوز العظيم الذي لا فوز وراءه، وما في اسم الإشارة من معنى البعد لبيان بعد منزلتهم في مراتب الفضل وعظم الدرجة من مؤمني الأعراب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية