الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا

                                                                                                                                                                                                ضل سعيهم : ضاع وبطل وهم الرهبان، عن علي رضي الله عنه ، كقوله: عاملة ناصبة [الغاشية: 3]، وعن مجاهد : أهل الكتاب، وعن علي رضي الله عنه : أن [ ص: 618 ] ابن الكوا سأله عنهم ؟ فقال: منهم أهل حروراء، وعن أبي سعيد الخدري : يأتي ناس بأعمال يوم القيامة هي عندهم في العظم كجبال تهامة، فإذا وزنوها لم تزن شيئا، فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا : فنزدري بهم، ولا يكون لهم عندنا وزن ومقدار، وقيل: لا يقام لهم ميزان; لأن الميزان إنما يوضع لأهل الحسنات والسيئات من الموحدين، وقرئ : "فلا يقيم"، بالياء.

                                                                                                                                                                                                فإن قلت: الذين ضل سعيهم في أي محل هو ؟

                                                                                                                                                                                                قلت: الأوجه أن يكون في محل الرفع، على: هم الذين ضل سعيهم; لأنه جواب عن السؤال، ويجوز أن يكون نصبا على الذم، أو جرا على البدل، "جهنم": عطف بيان لقوله: "جزاؤهم".

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية