الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                13404 ورواه جماعة عن حماد ( كما أخبرنا ) أبو الحسن علي بن محمد المقري ، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا أبو الربيع ، ثنا حماد بن زيد ، ( ح وأخبرنا ) أبو عمرو الأديب ، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ، ثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي ، ثنا خلف بن هشام ، ثنا حماد ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد : أن امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم ، فقالت: إن امرأة وهبت نفسها لله ولرسوله ، فقال: ما لي في النساء حاجة اليوم ، فقال رجل من ضعفاء المسلمين: زوجنيها يا رسول الله: فقال ماذا عندك ، فقال: ما عندي شيء ، قال: أعطها ثوبا ، قال: ما أجد ، قال: أعطها ولو خاتما من حديد ، قال: ما أجد ، قال: فما عندك من القرآن ، قال: [ ص: 145 ] كذا وكذا ، قال: فقد زوجتكها بما عندك من القرآن . هذا حديث خلف ، وفي رواية أبي الربيع : فقد زوجناكها . ورواه البخاري ، عن ابن أبي مريم ، عن أبي غسان ، عن أبي حازم ، عن سهل ، قال في الحديث: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: أملكناكها بما معك من القرآن . ورواه الحسين بن محمد عن أبي غسان محمد بن مطرف ، فقال في الحديث: قال: زوجتكها بما معك من القرآن ، فرواية الجمهور على لفظ التزويج إلا رواية الشاذ منها ، والجماعة أولى بالحفظ من الواحد ، والله أعلم .

                                                                                                                                                واستدل بعض أصحابنا في ذلك بما روينا في كتاب الحج في الحديث الثابت عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة حجة الوداع ، قال: فاتقوا الله في النساء ؛ فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، قال: أصحابنا: وهي كلمة النكاح والتزويج اللذين ورد بهما القرآن ، والله أعلم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية