الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وشهد شاهد من أهلها [26] ، [27]

                                                                                                                                                                                                                                        قد ذكرنا فيه اختلافا والأشبه بالمعنى والله أعلم أن يكون رجلا عاقلا حكيما شاوره الملك فجاء بهذه الدلالة ولو كان طفلا لكان شهادته ليوسف - صلى الله عليه وسلم - يغني أن يأتي بدليل من العادة لأن كلام الطفل آية معجزة فكانت أوضح من الاستدلال بالعادة وليس هذا بمخالف للحديث تكلم أربعة وهم صغار منهم صاحب يوسف يكون بمعنى صغير وليس بشيخ وفي هذا دليل آخر بين ، وهو أن ابن عباس رحمه الله هو الذي روى الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد تواترت الرواية عنه أن صاحب يوسف ليس بصبي ( إن كان قميصه ) في موضع جزم بالشرط وفيه من النحو ما يشكل يقال حروف الشرط ترد الماضي إلى المستقبل وليس هذا في كان فقال المازني القول مضمر ، وقال محمد بن يزيد هذا لقوة كان فإنه يعبر بها عن جميع الأفعال ، وقال أبو إسحاق : المعنى إن يكن أي إن يعلم [ ص: 325 ] فالعلم لم يقع وكذلك الكون لأنه يؤدي عن العلم قد من قبل فخبر عن كان بالفعل الماضي كما قال زهير :


                                                                                                                                                                                                                                        وكان طوى كشحا على مستكنة فلا هو أبداها ولم يتقدم



                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ يحيى بن يعمر وابن أبي إسحاق ( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت ) بضم القاف والباء واللام وكذا دبر ، قال أبو إسحاق : يجعله غاية أي من قبله ومن دبره ، قال : ويجوز من قبل ومن دبر بفتح اللام والراء ويشبهه بما لا ينصرف لأنه معرفة ومزال عن بابه .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية