الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
وأما قول المؤسس: تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك [المائدة: 116] أي: «تعلم معلومي ولا أعلم معلومك».

فلا ريب أن هذا المعنى داخل في الآية، لكن تفسيرها بمجرد هذه العبارة ليس بسديد؛ فإن معلوم الله ومعلوم عيسى ليس واحدا منهما في النفس، وإنما الذي في النفس العلم المطابق للمعلوم، وأيضا فسواء كان الذي في النفس العلم أو المعلوم، فكون المراد «تعلم ما أعلم أو علمي، ولا أعلم ما تعلم أو علمك» لا ينافي أن يكون لله نفسا، كما نطقت به الآية، كما أن لعيسى عليه السلام نفسا؛ فإن الآية صريحة في ذلك، وهي دالة على ذلك المعنى، ودلالة اللفظ على بعض المعاني لا يمنع دلالته على غيره.

التالي السابق


الخدمات العلمية