الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الخامسة : قال أشهب : قال مالك في قوله : { وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم } .

                                                                                                                                                                                                              نزلت في شأن { أبي لبابة بن عبد المنذر ; قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصابه الذنب : يا رسول الله ; أجاورك ، وأنخلع من مالي . فقال : يجزئك من ذلك الثلث } .

                                                                                                                                                                                                              وقد قال الله تعالى : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها }

                                                                                                                                                                                                              وروى ابن وهب ، وابن القاسم عنه ، نحوه .

                                                                                                                                                                                                              وروى الزبير بن بكار عن عبد الله بن أبي بكر قال : { ارتبط أبو لبابة إلى جذع من جذوع المسجد بسلسلة بضع عشرة ليلة ، فكانت ابنته تأتيه عند كل صلاة فتحله فيتوضأ ، وهي الأسطوان المخلق نحو من ثلثها يدعى أسطوان التوبة ، ومنها حل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا لبابة حين نزلت توبته } ، وبينها وبين القبر أسطوان ، وكان مالك يقول : الجدار من المشرق في حد القناديل التي بين الأساطين التي في وصفها أسطوان التوبة وبين الأساطين التي تلي القبر .

                                                                                                                                                                                                              وهذا غريب من رواية الزبير عن مالك ، وجمع الروايات نص عن مالك في أن الآية نزلت في ذلك .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية