الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  299 ( باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  باب منون لأنه مقطوع عما بعده ، أي : هذا باب فيه بيان أن المرأة إذا حاضت بعد الإحرام تقضي ، أي : تؤدي جميع المناسك كلها إلا أنها لا تطوف بالبيت ، والمناسك جمع منسك بفتح السين وكسرها ، وهو التعبد ، ويقع على المصدر والزمان والمكان ، وسميت أمور الحج كلها مناسك الحج ، وسئل ثعلب عن المناسك ما هو ؟ فقال : هو مأخوذ من النسيكة ، وهي سبيكة الفضة المصفاة كأنه صفى نفسه لله تعالى ، وفي المطالع المناسك مواضع متعبدات الحج ، والمنسك المذبح أيضا ، وقد نسك ينسك نسكا إذا ذبح ، والنسيكة الذبيحة ، وجمعها نسك ، والنسك أيضا الطاعة والعبادة وكل ما تقرب به إلى الله تعالى ، والنسك ما أمرت به الشريعة والورع وما نهت عنه ، والناسك العابد ، وجمعه النساك .

                                                                                                                                                                                  والمناسبة بين البابين ظاهرة ; لأن في الأول : ترك الحائض الصوم ، وهو فرض ، وفي هذا تركها الطواف الذي هو ركن ، وهو أيضا فرض ، وبقية الطواف كالركعتين بعده أيضا لا تعمل إلا بالطهارة ، وهل هي شرط في الطواف أم لا ؟ فيه خلاف مشهور .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية