الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن سورة أرأيت الذي يكذب بالدين

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى : الذين هم عن صلاتهم ساهون ؛ قال ابن عباس : " يؤخرونها عن وقتها " ، وكذلك قال مصعب بن سعد عن سعد وروى مالك بن دينار عن الحسن قال : " يسهون عن ميقاتها حتى يفوت " .

وروى إسماعيل بن مسلم عن الحسن قال : هم المنافقون يؤخرونها عن وقتها يراءون بصلاتهم إذا صلوا " . وقال أبو العالية : " هو الذي لا يدري أعلى شفع انصرف أو على وتر " .

قال أبو بكر : يشهد لهذا التأويل ما حدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا أحمد بن حنبل قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا غرار في الصلاة ولا تسليم ، ومعناه أنه لا ينصرف منها على غرار وهو شاك فيها .

ونظيره ما روى أبو سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من شك في صلاته فلم يدر أثلاثا صلى أم أربعا فليصل ركعة أخرى ، وإن كان قد تمت صلاته فالركعة والسجدتان له نافلة . وروي عن مجاهد : ساهون قال : " لاهون " .

قال أبو بكر : كأنه أراد أنهم يسهون للهوهم عنها ، فإنما استحقوا اللوم لتعرضهم للسهو لقلة فكرهم فيها ؛ إذ كانوا مرائين في صلاتهم ؛ لأن السهو الذي ليس من فعله لا يستحق العقاب عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية