الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 239 ] فروع ]

الاتباع أفضل من النوافل لو لقرابة أو جوار أو فيه صلاح معروف . يندب دفنه في جهة موته وتعجيله وستر موضع غسله فلا يراه إلا غاسله ومن يعنيه ، وإن رأى به ما يكره لم يجز ذكره ، لحديث { اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم } .

التالي السابق


( قوله : الاتباع أفضل ) أي اتباع الجنازة لأنه بر الحي والميت ، فالثواب المترتب عليه أكثر ط ( قوله أو جوار ) سيأتي في باب الوصية للأقارب وغيرهم أن الجار من لصق به . وقالا : من يسكن في محلته ويجمعهم مسجد المحلة ، وهو استحسان . وقال الشافعي : الجار إلى أربعين دارا من كل جانب . ا هـ .

قلت : والصحيح قول الإمام كما سيأتي هناك إن شاء الله - تعالى ، وهو يقيد هنا بالملاصق أيضا ؟ الظاهر نعم ما لم يوجد دليل الإطلاق . وقد يقال : كلام الموصي يحمل على العرف . والجار عرفا الملاصق أو من يسكن في المحلة فتصرف إليه الوصية بخلافه هنا فيكون حده إلى الأربعين كما في الحديث ، والله أعلم ( قوله : يندب دفنه في جهة موته ) أي في مقابر أهل المكان الذي مات فيه أو قتل ، وإن نقل قدر ميل أو ميلين فلا بأس شرح المنية ، ويأتي الكلام على نقله . قلت : ولذا صح { أمره صلى الله عليه وسلم بدفن قتلى أحد في مضاجعهم } مع أن مقبرة المدينة قريبة ، ولذا دفنت الصحابة الذين فتحوا دمشق عند أبوابها ولم يدفنوا كلهم في محل واحد ( قوله وتعجيله ) أي تعجيل جهازه عقب تحقق موته ، ولذا كره تأخير صلاته ودفنه ليصلي عليه جمع عظيم بعد صلاة الجمعة كما مر ( قوله لم يجز ذكره ) أي ما لم يكن الميت صاحب بدعة ليرتدع غيره ، كما قدمناه




الخدمات العلمية