الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الخامسة : قوله : { وتفريقا بين المؤمنين } : يعني أنهم كانوا جماعة واحدة في مسجد واحد ، فأرادوا أن يفرقوا شملهم في الطاعة ، وينفردوا عنهم للكفر والمعصية ، وهذا يدلك على أن المقصد الأكثر والغرض الأظهر من وضع الجماعة تأليف القلوب ، والكلمة على الطاعة ، وعقد الذمام والحرمة بفعل الديانة ، حتى يقع الأنس بالمخالطة ; وتصفو القلوب من وضر الأحقاد والحسادة .

                                                                                                                                                                                                              ولهذا المعنى تفطن مالك رضي الله عنه حين قال : " إنه لا تصلي جماعتان في مسجد واحد ، ولا بإمامين ، ولا بإمام واحد " خلافا لسائر العلماء ، وقد روي عن الشافعي المنع حيث كان ذلك تشتيتا للكلمة ، وإبطالا لهذه الحكمة ، وذريعة إلى أن نقول : من أراد الانفراد عن الجماعة كان له عذر ، فيقيم جماعته ، ويقيم إمامته ; فيقع الخلاف ، ويبطل النظام ، وخفي ذلك عليهم ، وهكذا كان شأنه معهم ، وهو أثبت قدما منهم في الحكمة ، وأعلم بمقاطع الشريعة .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية