الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              [ ص: 117 ] 349 - راشد بن سعد

              قال الشيخ رحمه الله : ومنهم راشد بن سعد المقرائي .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا أبو همام ، ثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار ، ثنا جرير بن عثمان ، عن راشد بن سعد .

              قيل له : ما النعيم ؟ قال :طيب النفس ، قيل : فما الغنى ؟ قال : صحة الجسد .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا أبو اليمان ، ثنا جرير ، عن راشد ، مثله .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا محمد بن سهل ، أنبأنا عبد الله بن صالح ، ثنا معاوية بن صالح ، عن راشد بن سعد ، أن موسى عليه السلام أتى ربه عز وجل لموعده - وكان وعد قومه أربعين يوما - فقال : يا موسى إن قومك قد افتتنوا بعجل ، فقال : يا رب ، وكيف يفتتنون وقد أنجيتهم من فرعون ونجيتهم من البحر ، وأنعمت عليهم ؟ قال :يا موسى إنهم اتخذوا من بعدك عجلا جسدا له خوار ، قال : يا رب ، فمن جعل الروح فيه ؟ قال :أنا يا موسى ، قال : فأنت أضللتهم يا رب ، قال : يا موسى يا رأس النبيين يا أبا الحكماء ، إني رأيت ذلك في قلوبهم فيسرته لهم .

              روى راشد عن سعد بن أبي وقاص ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبي أمامة الباهلي ، وعون بن مالك ، والمقدام بن معدي كرب في آخرين .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ، ثنا أبو اليمان ، ح . وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا صفوان بن صالح ، ثنا الوليد بن مسلم ، قالا : ثنا أبو بكر بن أبي مريم ، عن راشد ، عن سعد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لن يعجزني في أمتي أن يؤخرها نصف يوم خمسمائة عام " [ وقال الوليد في حديثه : فسألت راشدا ما نصف [ ص: 118 ] اليوم ؟ قال : خمسمائة سنة ] .

              حدثنا سليمان ، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ، ثنا محمد بن يوسف الفريابي ، ثنا سفيان الثوري ، عن ثور بن يزيد ، عن راشد ، عن معاوية ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنك إذا تتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم " قال : فقال أبو الدرداء : كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله بها .

              حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ، ثنا محمد بن شاذان الجوهري ، ثنا زكريا بن عدي ، ثنا بقية ، عن صفوان بن عمرو ، عن راشد ، عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من والي عشرة إلا يأتي يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه ، أطلقه عدله أو أوبقه جوره " .

              حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا حكيم بن سيف ، وعلي بن حجر ، قالا : ثنا عيسى بن يونس ، عن أبي بكر بن أبي مريم ، عن راشد ، عن ثوبان : " أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في جنازة فرأى أناسا ركبانا ، فقال : " ألا تستحيون ، إن ملائكة الله يمشون على أقدامهم وأنتم على ظهر الدواب " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا بكر بن سهل ، ثنا عبد الله بن صالح ، ثنا معاوية بن صالح ، عن راشد ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " .

              حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا كثير بن عبيد ، ثنا بقية ، عن عيسى بن إبراهيم ، عن راشد ، عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تحت أديم السماء إله يعبد من دون الله أعظم من هوى متبع " .

              حدثنا أبو عمرو ، ثنا الحسن ، ثنا حبان بن موسى ، ثنا ابن المبارك ، ثنا أبو بكر بن أبي مريم ، حدثني راشد ، وحبيب ، أنهما سمعا أبا أمامة ، يقول : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أقول عند فراغي من الطعام ، قال : " قل : اللهم أطعمتنا [ ص: 119 ] وأسقيتنا فأشبعتنا وأرويتنا ، فلك الحمد غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنك " . هذه الأحاديث كلها من مفاريد راشد ، فحديث سعد تفرد به ابن أبي مريم ، وحديث معاوية تفرد به ثور عنه ، وحديث ثوبان - في العدل والجور - تفرد به صفوان ، وحديثه في الجنازة تفرد به أبو بكر ، وحديث أبي أمامة في الفراسة تفرد به معاوية بن صالح ، وحديث أبي أمامة في متابعة الهوى ينفرد به عيسى بن إبراهيم ، وحديثه في الدعاء ينفرد به ابن أبي مريم .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية