الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 487 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد وأبو يعلى ، وابن أبي حاتم ، والطبراني والحاكم وصححه ، وابن مردويه والبيهقي في «الدلائل» عن ابن عباس قال : إن الله فضل محمدا على أهل السماء وعلى الأنبياء ، قيل : ما فضله على أهل السماء قال : إن الله قال لأهل السماء : ( ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم ) وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم : ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) فكتب له براءة من النار قيل له : فما فضله على الأنبياء قال : إن الله يقول ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس ) فأرسله إلى الإنس والجن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم يبعث الله نبيا إلا بلغة قومه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : كان جبريل يوحى إليه بالعربيه وينزل هو إلى كل نبي بلسان قومه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن [ ص: 488 ]

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة في قوله : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) قال : بلغة قومه إن كان عربيا فعربيا وإن كان عجميا فعجميا وإن كان سريانيا فسريانيا ليبين لهم الذي أرسل إليهم ليتخذ بذلك الحجة عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الخطيب في «تالي التلخيص» عن ابن عمر ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) قال : أرسل محمد صلى الله عليه وسلم بلسان قومه عربي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن عثمان بن عفان ( إلا بلسان قومه ) قال : نزل القرآن بلسان قريش .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن مجاهد قال : نزل القرآن بلسان قريش .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن سفيان الثوري قال : لم ينزل وحي إلا بالعربية ثم يترجم كل نبي لقومه بلسانهم ، قال : ولسان يوم القيامة سريانية ومن دخل الجنة تكلم بالعربية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عمر قال : لا تأكلوا ذبيحة المجوس ولا ذبيحة نصارى العرب أترونهم أهل كتاب فإنهم ليسوا بأهل كتاب ، قال الله تعالى : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين [ ص: 489 ]

                                                                                                                                                                                                                                      لهم
                                                                                                                                                                                                                                      ) وإنما أرسل عيسى بلسان قومه وأرسل محمد بلسان قومه عربي فلا لسان عيسى أخذوا ولا ما أنزل على محمد اتبعوا فلا تأكلوا ذبائحهم فإنهم ليسوا بأهل كتاب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية