الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا " هذا نزل من أجل قولهم : هلا بعث الله ملكا ، فالمعنى : كيف تعجبوا من إرسالنا إياك ، وسائر الرسل كانوا على مثل حالك " يوحى إليهم " وقرأ حفص عن عاصم : " نوحي " بالنون . والمراد بالقرى : المدائن . وقال الحسن : لم يبعث الله نبيا من أهل البادية ، ولا من الجن ، ولا من النساء ، قال قتادة : لأن أهل القرى أعلم وأحلم من أهل العمود .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " أفلم يسيروا في الأرض " يعني : المشركين المنكرين نبوتك " فينظروا " إلى مصارع الأمم المكذبة فيعتبروا بذلك . " ولدار الآخرة " يعني : الجنة " خير " من الدنيا " للذين اتقوا " الشرك . قال الفراء : أضيفت الدار إلى الآخرة ، وهي الآخرة ، لأن العرب قد تضيف الشيء إلى نفسه إذا [ ص: 296 ] اختلف لفظه ، كقوله : لهو حق اليقين [الواقعة :96] والحق : هو اليقين ، وقولهم : أتيتك عام الأول ، ويوم الخميس .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " أفلا يعقلون " قرأ أهل المدينة ، وابن عامر ، وحفص ، والمفضل ، ويعقوب : " تعقلون " بالتاء ، وقرأ الآخرون بالياء ، والمعنى : أفلا يعقلون هذا فيؤمنوا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية