الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : واستفتحوا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : ( واستفتحوا ) قال للرسل كلها ، يقول : استنصروا ، وفي قوله : ( وخاب كل جبار عنيد ) قال : معاند للحق مجانب له .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : ( واستفتحوا ) قال : استنصرت الرسل على قومها ( وخاب كل جبار [ ص: 501 ]

                                                                                                                                                                                                                                      عنيد
                                                                                                                                                                                                                                      ) يقول : عنيد عن الحق معرض عنه أبى أن يقول لا إله إلا الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن إبراهيم النخعي في قوله : ( عنيد ) قال : هو الناكب عن الحق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن كعب قال : يجمع الله الخلق يوم القيامة في صعيد واحد : الجن والإنس والدواب والهوام فيخرج عنق من النار فيقول وكلت بالعزيز الكريم والجبار العنيد الذي جعل مع الله إلها آخر ، قال : فيلقطهم كما يلقط الطير الحب فيحتوي عليهم ثم يذهب بهم إلى مدينة من النار يقال لها كيت وكيت فيثورون فيها ثلاثمائة عام قبل القضاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي وصححه ، وابن مردويه والبيهقي في «الشعب» عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق فيقول : إني وكلت بثلاثة : بكل جبار عنيد وبكل من دعا مع الله إلها آخر وبالمصورين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبزار وأبو يعلى والطبراني في «الأوسط» ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج عنق من النار يوم القيامة فيتكلم بلسان طلق ذلق له عينان يبصر بهما ولسان يتكلم به فيقول : إني أمرت بكل جبار عنيد ومن دعا مع الله إلها آخر ومن قتل نفسا [ ص: 502 ]

                                                                                                                                                                                                                                      بغير نفس فتنضم عليهم فتقذفهم في النار قبل الناس بخمسمائة سنة .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن في جهنم واديا يقال له : هبهب حق على الله أن يسكنه كل جبار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : ( كل جبار عنيد ) قال : الجبار العيار والعنيد الذي يعند عن حق الله تعالى ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول :


                                                                                                                                                                                                                                      مصر على الحنث لا تخفى شواكله يا ويح كل مصر القلب جبار



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية