الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين

                                                          تدع الدعاء هنا العبادة والضراعة وهذا معطوف على وأن أقم وجهك للدين حنيفا من دون الله أي: غير الله تعالى وهي الأوثان التي جعلتموها أندادا لله مستحقة للعبادة، وقد وصفها سبحانه بحقيقتها الثابتة فقال: ما لا ينفعك ولا يضرك أي: أنها في ذاتها لا تنفعه ولا تضره، وجعل الخطاب بالنفع والضرر لمن يدعوها إشارة إلى أنهم تركوا ما ينفع ويضر إلى ما لا ينفع ولا يضر، وذكر هذه الحقيقة فيه تعليل للنهي عن عبادتها، لأنه إنما يعبد الجدير بالعبادة ويوفى الشكر لمن ينفع ويخشى عذابه، أما الأوثان فلا نفع فيها يرتجى ولا ضرر منها يتقى. [ ص: 3645 ]

                                                          إن عبادة الأوثان واتخاذها أندادا لله تعالى والشرك به سبحانه، ظلم بين، ولذا قال تعالى: فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين (الفاء) في مقام التعليل للنهي، أي: أن عبادة ما لا ينفع ولا يضر - ظلم، وقد جاء ذلك بصيغة الشرط والجزاء ليبين ارتباط الفعل بوصف الظلم، أي: أن هذا الفعل مترتب عليه وصف الظلم لا محالة. وقد ذكر ذلك بالشرط الدال على الارتباط أولا، والإيماء إلى الارتباط بقوله: (إذا) ، أي: أنه إذا كان الأمر كذلك فإنك من الظالمين لا محالة، و: (الفاء) الثانية للدلالة على الجزاء.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية