الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 339 ] ثم استخرجها [76]

                                                                                                                                                                                                                                        فأنث ، ففيه ثلاثة أقوال : منها أن يكون الكناية للصواع ، على لغة من أنث . ومنها أن يكون للسقاية . والجواب الثالث أن يكون للسرقة . وقرأ الحسن : ( ثم استخرجها من وعاء أخيه ) بضم الواو ، ويجوز في غير القرآن "أعاء" مثل "أقتت" و"وقتت " ، ويجوز "إعاء أخيه " ، وهي لغة هذيل ، ومثله "إكاف" و"وكاف". ( كذلك كدنا ليوسف ) الكاف في موضع نصب ؛ أي بأن فعل هذا حتى أخذ أخاه ، ولم يكن يتهيأ له أخذه وحبسه مع الملك بغير حجة ، قال -جل وعز - : ( ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله ) ( أن ) في موضع نصب ، والتقدير : إلا بأن يشاء الله أن يلطف له بمثل هذا الكيد . ( نرفع درجات من نشاء ) هذه قراءة أهل الحرمين وأهل البصرة ، وقرأ أهل الكوفة : ( نرفع درجات ) بالتنوين ، وهو على قراءتهم مما يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف ، والتقدير : نرفع من نشاء إلى درجات ، إلا أن أكثر كلام العرب على القراءة الأولى يقولون : اللهم ارفع درجته ، ولا يكادون يقولون : اللهم ارفعه درجة . قال مالك بن أنس : سمعت زيد بن أسلم يقول في قوله - عز وجل - : نرفع درجات من نشاء بالعلم . ( وفوق كل ذي علم عليم ) ابتداء وفيه تقديران : أحدهما : وفوق كل ذي علم من هو أعلم منه حتى ينتهي ذلك إلى الله -جل وعز - ، والتقدير الآخر : وفوق كل ذي علم عالم بكل شيء وهو الله -جل وعز - .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية