الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قالوا إن يسرق [77]

                                                                                                                                                                                                                                        جزم بإن ، والجواب : ( فقد سرق أخ له من قبل ) المعنى على حذف القول [ ص: 340 ] والتقدير : فقد قيل : سرق أخ له ، ومن أحسن ما قيل في معناه : أن السدي قال : كانت عمة يوسف - صلى الله عليه وسلم - تميل إليه ، وهي ربته ، فلما ترعرع أرادوا أن يأخذوه منها ، فاحتالت في منعهم ، فأخذت منطقة إسحاق - صلى الله عليه وسلم - فشدتها في وسطه من تحت ثيابه ، وكان حكم السارق إذا سرق أن يستخدم ، فاحتالت بهذا فأخذته عندها ، فلهذا قال إخوته : فقد سرق أخ له من قبل ( فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم ) للعلماء في هذا أقوال ، منها : أنه أسر في نفسه قوله : أنتم شر مكانا وقيل : أسر في نفسه المجازاة لهم على ما قالوا فيه . وقيل : أسر في نفسه الحجة على ما قالوا ، ولم يرد أن يبين عذره في ذلك . وقيل : أسر في نفسه قولهم : فقد سرق أخ له من قبل ولم يرد أن يذيع هذا وينشره . ( قال أنتم شر مكانا ) ابتداء وخبر ( مكانا ) منصوب على البيان أي فعلا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية