الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ( 118 ) )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : لعنه الله أخزاه وأقصاه وأبعده .

ومعنى الكلام : " وإن يدعون إلا شيطانا مريدا " ، قد لعنه الله وأبعده من كل خير .

وقال لأتخذن يعني بذلك : أن الشيطان المريد قال لربه إذ لعنه : " لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا " .

يعني ب "المفروض" ، المعلوم ، كما : -

10444 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سفيان ، عن جويبر ، عن الضحاك : " نصيبا مفروضا " ، قال : معلوما .

فإن قال قائل : وكيف يتخذ الشيطان من عباد الله نصيبا مفروضا .

قيل : يتخذ منهم ذلك النصيب ، بإغوائه إياهم عن قصد السبيل ، ودعائه [ ص: 213 ] إياهم إلى طاعته ، وتزيينه لهم الضلال والكفر حتى يزيلهم عن منهج الطريق ، فمن أجاب دعاءه واتبع ما زينه له ، فهو من نصيبه المعلوم ، وحظه المقسوم .

وإنما أخبر جل ثناؤه في هذه الآية بما أخبر به عن الشيطان من قيله : " لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا " ، ليعلم الذين شاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى ، أنهم من نصيب الشيطان الذي لعنه الله ، المفروض ، وأنهم ممن صدق عليهم ظنه .

وقد دللنا على معنى "اللعنة" فيما مضى ، فكرهنا إعادته .

التالي السابق


الخدمات العلمية